بروكسيل، الجمعة 18 مارس 2011 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي تأمل في قراءات قداس الأحد الثاني من زمن الصوم بحسب الكنيسة البيزنطية
في هذا الأحد الثاني والمبارك من زمن الصيام، تعيّد الكنيسة البيزنطية للذخائر المقدسة، وتكرّم فيها بقايا القديسين والقديسات والشهداء.
ما الذي سينتصر أخيرًا في قلوب الناس الإيمان أو عدم الإيمان؟ هذا هو مشروع المسيح كله منذ أن تجسد، مرورًا بحدث شفاء المخلَّع حتى يومنا هذا... وسيبقى هذا المشروع إلى مجيئه
يريد هذا النص المقدَّس أن يقول لنا إنَّ الإيمان هو الذي سينتصر، من خلال هؤلاء الأشخاص الأربعة. إيمانهم أكيد، إيمانهم حيّ.
هؤلاء الأشخاص الأربعة يتألمون بسبب آلام هذا المقعد، هذا الصديق الحميم. إيمانهم كان في يسوع أنه الشافي والمخلِّص والملجأ الأخير.
.
في هذا الأحد الثاني والمبارك من زمن الصيام، تعيّد الكنيسة البيزنطية للذخائر المقدسة، وتكرّم فيها بقايا القديسين والقديسات والشهداء.
ما الذي سينتصر أخيرًا في قلوب الناس الإيمان أو عدم الإيمان؟ هذا هو مشروع المسيح كله منذ أن تجسد، مرورًا بحدث شفاء المخلَّع حتى يومنا هذا... وسيبقى هذا المشروع إلى مجيئه
يريد هذا النص المقدَّس أن يقول لنا إنَّ الإيمان هو الذي سينتصر، من خلال هؤلاء الأشخاص الأربعة. إيمانهم أكيد، إيمانهم حيّ.
هؤلاء الأشخاص الأربعة يتألمون بسبب آلام هذا المقعد، هذا الصديق الحميم. إيمانهم كان في يسوع أنه الشافي والمخلِّص والملجأ الأخير.
.
يترجم إيمان هؤلاء الأربعة بهمتهم وجهدهم: مهما كلف الأمر، حملوا هذا المخلع واقتحموا الجموع وصعدوا به إلى السقف ونقبوه ودلوا صديقهم منه. إيمانهم كسر كل الحواجز لكي يمتِّعوا هذا الرجل الكسيح بالعافية. وعدم الإيمان كان حاضرًا هنا أيضًا. الإيمان وعدم الإيمان متواعدان هنا. عدم الإيمان متمثل في قلب بعض الكتبة، كان ينتظر ويراقب ويسمع ويقيس، ليحكم ويدين.
هؤلاء الكتبة سمعوا وفهموا جيدًا وقارنوا كلام يسوع بما يعتقدون به. بعدما سمعوا كلام المسيح "مغفورة لك خطاياك" سألوا المسيح سؤال عدل، سؤالاً صحيحًا: "من يستطيع أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟" ولكنهم بالحقيقة غير قادرين على استيعاب الحل الحقيقي الذي قدمه المسيح. هربوا من فعل الإيمان الحقيقي. فبدل أن يستسلموا ويؤمنوا بقدرة الله ويقولوا: "هذا الرجل يفعل أفعال الله." فضلَّوا عدم الإيمان بقدرة الله وقالوا: "هذا الرجل يجدِّف."
هؤلاء الأشخاص موجودون في كل زمان وفي كل مكان. يرفضون عطايا الله الحقيقية المقدمة بشخص المسيح. ربما كانوا يريدون المسيح رجلاً ذا قدرة كسائر الأنبياء، رجلاً يعمل كما هم يتخيلون الإيمان.
على عكس إيمان هؤلاء الرجال الأربعة الذين يحملون المخلع، الذين يؤمنون أن الله قادر أن يفعل أفعال خلاص شفائية بسيطة. والمفارقة أن هؤلاء الأشخاص سمعوا من المسيح ما لم ينتظرونه منه. هم يريدون الشفاء للمخلع من كسحه، ولكن كلمات يسوع لا دخل لها في الظاهر بالشفاء الجسدي الذي كانوا يرغبون سماعه. ولكن يسوع قال: "يا بني، مغفورة خطاياك".
أجاب المسيح على ما هو أهم من الشفاء الجسدي، أجابهم على ما هو جوهري، على ما هو أساسي. المسيح منح هذا المخلع أوَّلاً شفاء القلب وشفاء الروح، منحه حرية تفوق حرية الحركة، منحه الخلاص الحقيقي.
ونحن أيضًا، أيها الإخوة والأخوات، ربما نطلب من المسيح شفاءً ماديًّا من خلال المال أو الممتلكات وربما الجاه، وربما شفاء للجسد، وهذا ما كان محبو هذا المخلع يريدونه. ولكن المسيح قدَّم لهم ما هو أهم، الخلاص الحقيقي: سلام النفس والتحرر من الخطيئة. قدَّم لهم كلمة أهم: "مغفورة لك خطاياك". إنَّ المسيح هو ابن الإنسان الذي يقدم خلاص الله الحقيقي.
سيأتي الشفاء ، ولكن في مرحلة ثانية، سيأتي كمكافأة على الإيمان، كعلامة لكي يعيد الإيمان إلى من فقد الإيمان، لاسيما هؤلاء الكتبة: "آمرك!" "لك أقول: "قم احمل فراشك وامضي إلى بيتك."
هكذا وبكلمة واحدة من يسوع تحولت كل الأنظار إلى هذا الرجل المقعد الذي شفي. هكذا تحوَّلت كل الكلمات نحو هذا الرجل الصامت الذي لم يفتح فاه. هذا المخلع لم يتكلم كلمة واحدة... كانت كلمات يسوع له محيية: "مغفورة لك خطاياك... لك أقول انهض!"
للحظة كان السؤال هل سينهض؟ بكلمة واحدة من يسوع هل سيمكنه أن يحرك جسده المشلول؟ هذا العمل الذي كان مستحيلاً، بالإيمان تترجم عملاً عجائبيًّا مدهشًا. جسد هذا المخلع تجدَّد وانتعش وقام وتحرك. بكلمة واحدة في هذه اللحظة الحرجة، بكلمة رجاء امتلأ قلب هذا المسكين شفاءً... أطاع وقام ومضى.
كل تلك السنوات الماضية التي كان فيها هذا المقعد محمولاً من غيره، هذه الكتلة من الألم واليأس، هذا التاريخ المأساوي، بأمر المسيح مُسِح وانتهى، وهو الآن يعيش لحظات خلاصية.
كلمات المسيح تقول لنا إن المأساة ليست في الشلل، إنما هي في الخطيئة. ويسوع شفى هذا المقعد من خطيئته ومن شلله.
وكل جماعة مسيحية أصابها الشلل، يقول لها المسيح أولاً: "مغفورة لك خطاياك!" أنهضي!
من خلال هذا النص يمكننا أن نأخذ ثلاث عِبْرَات:
1. الشر موجود، متمثِّل بخطيئة هذا المقعد، بشلل هذا المقعد، متمثل أيضًا في إيمان الكتبة الذين يراقبون المسيح والذين يعيقون المسيح في تقديم خلاص الله له وللناس.
2. محبو الخلاص موجودين، أراهم من خلال هؤلاء الحمالين الأربعة، الذين فعلوا كل شيء، وبذلوا جهدًا كبيرًا كي يحملوا المقعد للمسيح. إيمانهم كبير أن الخلاص هو بالمسيح فقط والأهم بالنسبة إليهم هو أن يصل هذا المقعد إلى المسيح وتغفر خطيئته ويشفى.
في هذا الأحد اليوم، هؤلاء الحمالون هم القديسين الذين يحملوننا في صلاتهم، ويحموننا بحضورهم في ذخائرهم المقدسة ليقدموننا للمسيح لكي يشفينا.
ونحن أيضًا ذخائر حية في الكنيسة نحمل بعضنا البعض في الصلاة والصيام، نقدّم بعضنا البعض إلى المسيح طالبين منه الخلاص ومغفرة خطايانا والشفاء من شلل نفوسنا وأجسادنا.
3. هذا المقعد، هو العبرة الأهم، لم يستسلم لشلله ولم يعتبر أن الخطيئة والمرض قدر محتم ولم يسمح لليأس أن يملك قلبه. هذا المقعد قَبِل المغفرة المقدمة من المسيح، وقبل الشفاء كهدية عظيمة من الله. وهو مثال للتحلي بالصبر على الألم والتحلي بالرجاء، هو مثال الإيمان.
أقول لرعيتي الحبيبة، الخلاص هو في المسيح، المهم أن تصلي إليه وتسمعينه يقول لك: "مغفورة لك خطاياك. انهضي! قومي". آمين.
هؤلاء الكتبة سمعوا وفهموا جيدًا وقارنوا كلام يسوع بما يعتقدون به. بعدما سمعوا كلام المسيح "مغفورة لك خطاياك" سألوا المسيح سؤال عدل، سؤالاً صحيحًا: "من يستطيع أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟" ولكنهم بالحقيقة غير قادرين على استيعاب الحل الحقيقي الذي قدمه المسيح. هربوا من فعل الإيمان الحقيقي. فبدل أن يستسلموا ويؤمنوا بقدرة الله ويقولوا: "هذا الرجل يفعل أفعال الله." فضلَّوا عدم الإيمان بقدرة الله وقالوا: "هذا الرجل يجدِّف."
هؤلاء الأشخاص موجودون في كل زمان وفي كل مكان. يرفضون عطايا الله الحقيقية المقدمة بشخص المسيح. ربما كانوا يريدون المسيح رجلاً ذا قدرة كسائر الأنبياء، رجلاً يعمل كما هم يتخيلون الإيمان.
على عكس إيمان هؤلاء الرجال الأربعة الذين يحملون المخلع، الذين يؤمنون أن الله قادر أن يفعل أفعال خلاص شفائية بسيطة. والمفارقة أن هؤلاء الأشخاص سمعوا من المسيح ما لم ينتظرونه منه. هم يريدون الشفاء للمخلع من كسحه، ولكن كلمات يسوع لا دخل لها في الظاهر بالشفاء الجسدي الذي كانوا يرغبون سماعه. ولكن يسوع قال: "يا بني، مغفورة خطاياك".
أجاب المسيح على ما هو أهم من الشفاء الجسدي، أجابهم على ما هو جوهري، على ما هو أساسي. المسيح منح هذا المخلع أوَّلاً شفاء القلب وشفاء الروح، منحه حرية تفوق حرية الحركة، منحه الخلاص الحقيقي.
ونحن أيضًا، أيها الإخوة والأخوات، ربما نطلب من المسيح شفاءً ماديًّا من خلال المال أو الممتلكات وربما الجاه، وربما شفاء للجسد، وهذا ما كان محبو هذا المخلع يريدونه. ولكن المسيح قدَّم لهم ما هو أهم، الخلاص الحقيقي: سلام النفس والتحرر من الخطيئة. قدَّم لهم كلمة أهم: "مغفورة لك خطاياك". إنَّ المسيح هو ابن الإنسان الذي يقدم خلاص الله الحقيقي.
سيأتي الشفاء ، ولكن في مرحلة ثانية، سيأتي كمكافأة على الإيمان، كعلامة لكي يعيد الإيمان إلى من فقد الإيمان، لاسيما هؤلاء الكتبة: "آمرك!" "لك أقول: "قم احمل فراشك وامضي إلى بيتك."
هكذا وبكلمة واحدة من يسوع تحولت كل الأنظار إلى هذا الرجل المقعد الذي شفي. هكذا تحوَّلت كل الكلمات نحو هذا الرجل الصامت الذي لم يفتح فاه. هذا المخلع لم يتكلم كلمة واحدة... كانت كلمات يسوع له محيية: "مغفورة لك خطاياك... لك أقول انهض!"
للحظة كان السؤال هل سينهض؟ بكلمة واحدة من يسوع هل سيمكنه أن يحرك جسده المشلول؟ هذا العمل الذي كان مستحيلاً، بالإيمان تترجم عملاً عجائبيًّا مدهشًا. جسد هذا المخلع تجدَّد وانتعش وقام وتحرك. بكلمة واحدة في هذه اللحظة الحرجة، بكلمة رجاء امتلأ قلب هذا المسكين شفاءً... أطاع وقام ومضى.
كل تلك السنوات الماضية التي كان فيها هذا المقعد محمولاً من غيره، هذه الكتلة من الألم واليأس، هذا التاريخ المأساوي، بأمر المسيح مُسِح وانتهى، وهو الآن يعيش لحظات خلاصية.
كلمات المسيح تقول لنا إن المأساة ليست في الشلل، إنما هي في الخطيئة. ويسوع شفى هذا المقعد من خطيئته ومن شلله.
وكل جماعة مسيحية أصابها الشلل، يقول لها المسيح أولاً: "مغفورة لك خطاياك!" أنهضي!
من خلال هذا النص يمكننا أن نأخذ ثلاث عِبْرَات:
1. الشر موجود، متمثِّل بخطيئة هذا المقعد، بشلل هذا المقعد، متمثل أيضًا في إيمان الكتبة الذين يراقبون المسيح والذين يعيقون المسيح في تقديم خلاص الله له وللناس.
2. محبو الخلاص موجودين، أراهم من خلال هؤلاء الحمالين الأربعة، الذين فعلوا كل شيء، وبذلوا جهدًا كبيرًا كي يحملوا المقعد للمسيح. إيمانهم كبير أن الخلاص هو بالمسيح فقط والأهم بالنسبة إليهم هو أن يصل هذا المقعد إلى المسيح وتغفر خطيئته ويشفى.
في هذا الأحد اليوم، هؤلاء الحمالون هم القديسين الذين يحملوننا في صلاتهم، ويحموننا بحضورهم في ذخائرهم المقدسة ليقدموننا للمسيح لكي يشفينا.
ونحن أيضًا ذخائر حية في الكنيسة نحمل بعضنا البعض في الصلاة والصيام، نقدّم بعضنا البعض إلى المسيح طالبين منه الخلاص ومغفرة خطايانا والشفاء من شلل نفوسنا وأجسادنا.
3. هذا المقعد، هو العبرة الأهم، لم يستسلم لشلله ولم يعتبر أن الخطيئة والمرض قدر محتم ولم يسمح لليأس أن يملك قلبه. هذا المقعد قَبِل المغفرة المقدمة من المسيح، وقبل الشفاء كهدية عظيمة من الله. وهو مثال للتحلي بالصبر على الألم والتحلي بالرجاء، هو مثال الإيمان.
أقول لرعيتي الحبيبة، الخلاص هو في المسيح، المهم أن تصلي إليه وتسمعينه يقول لك: "مغفورة لك خطاياك. انهضي! قومي". آمين.