نيفين سامي
حدث قبل سنوات عديدة وفي إحدى المدن الجبلية النائية انه كانت توجدمدرسة لم يستطع أي معلم أن يسوس تلاميذها الذين كانوا فظين وشرسين للغاية ، ولذاكان المعلمون يفضلون الاستقالة على البقاء فيها.
وفي إحدى الأيام تقدم معلم أشهب العينين في مقتبل العمر طالباً أن يُقبلكمعلم في المدرسة ، فتفرس مدير المدرسة العجوز بوجهه وبادره بقوله : "أيها الزميلالشاب ، أتعلم ما طلبت ؟ قتلة مؤلمة ! جميع الذين علَّموا عندنا منذ سنوات لميسلموا منها - أي من "القتلة" . فأجاب المعلم على الفور : "سأغامر.
وفي إحدى الأيام تقدم معلم أشهب العينين في مقتبل العمر طالباً أن يُقبلكمعلم في المدرسة ، فتفرس مدير المدرسة العجوز بوجهه وبادره بقوله : "أيها الزميلالشاب ، أتعلم ما طلبت ؟ قتلة مؤلمة ! جميع الذين علَّموا عندنا منذ سنوات لميسلموا منها - أي من "القتلة" . فأجاب المعلم على الفور : "سأغامر.
وأخيرا ظهر في غرفة الصف ليبدأ التعليم . عندما همس احد التلاميذ الضخامالجثة ولنقل أن اسمه زياد قائلاً : "لن أطلب أية مساعدة منكم ، بامكاني أن أغلبهلوحدي".
قال المعلم : صباح الخير يا أولاد ، لقد أتينا لنباشر الدراسة ! فزعقوابأعلى صوتهم رادين له التحية . " إنني أريد مدرسة جديدة لكن لن اكتم عليكم إنني لااعرف كيف ما لم تساعدوني انتم . اعتقد انه ينبغي أن يكون لنا بعض القوانين . انتماذكروها وأنا أسجلها على اللوح الأسود.
زأر احدهم قائلاً: "السرقة ممنوعة ! " وزعق آخر قائلاً "ينبغي الحضورإلى المدرسة في الوقت المعيَّن دون تأخير" . وهكذا سجلوا عشرة مواد في القانونالجديد للمدرسة. " والآن" قال المعلم ، " لا فائدة من القانون ما لم يرتبط بعقاب للمخالف. ماذا سنفعل بالذي يخالف احد هذه البنود من القانون ؟"
"اجلده عشرة جلدات على ظهره ، على أن يكون بلا معطف".
"هذا العقاب شديد وموجع يا أولاد ، فهل انتم على استعداد لتطبيقه ؟"فزعق الجميع بصوت واحد "موافقين" . فقال المعلم عندها " إذا ، يعتبر هذا النظامساري المفعول من هذه اللحظة في المدرسة".
بعد مضي يوم واحد أو يومين وجد "زياد البدين" أن طعامه قد اختلس ، وبعدالتحقيق الدقيق ظهر السارق ـ انه احد التلاميذ الصغار ، في العاشرة من عمره . فيصباح اليوم التالي أعلن المعلم قائلاً : "لقد وجدنا السارق ، وبموجب القانون الذيوضعتموه ، يجب أن يعاقب بجلده عشرة جدات على ظهره ! تعال إلى هنا يا فريد !"
تقدم الفتى الصغير مرتجفاً وهو يسير ببطء . وكان يلبس معطفاً فضفاضاًومقفل الأزرار حتى الرقبة ، ويتوسل إلى المعلم قائلاً "بامكانك أن تجلدني بأقسىالشدة ، لكن أرجوك ، لا تطلب مني أن اخلع معطفي ! "
" بل يجب أن تخلع معطفك ، لقد كنت أنت احد واضعي هذا القانون ! "
"آه ، يا معلمي أرجوك أن تعفيني من ذلك ! " ولما لم يجد استجابةلتوسلاته ابتدأ يفك أزرار المعطف ، ويا لهول ما رأى المعلم ! لم يكن المسكين يلبسقميصاً تحت المعطف بل كانت هناك سيور حمالة سرواله على جسده النحيل وعظامه بارزةلشدة هزاله.
"كيف يمكن جلد هذا الصبي ؟ " فكر المعلم في نفسه ، " لكن يجب أن اتخذأي أجراء أن كنت أريد الإبقاء على هذه المدرسة " . خيم الصمت والرهيب وبدى الإنذهالعلى الجميع . "كيف حدث انك بدون قميص يا فريد ؟"
"لقد توفى والدي " قال فريد ، و "والدتي فقيرة جداً ، وليس عندي سوىقميص واحد ، وهي تغسله اليوم ، لقد ارتديت معطف أخي الكبير لأستدفئ به".
تلعثم المعلم واحتار في أمره ، بينما كان القضيب ما زال في يده . وعندهاقفز "زياد البدين" وافقاً يقول : " أن كنت لا تمانع ، اجلدني أنا نيابة عن فريد".
"حسن جداً ، هناك قاعدة ثابتة تقول أن بامكان الشخص أن ينوب عن شخص آخر.فهل كلكم موافقون على ذلك ؟"
خلع "زياد البدين" معطفه ، وبعد خمس جلدات على ظهره انكسر القضيب ! عندها وضع المعلم رأسه بين راحتيه ، مفكراً في نفسه . "كيف أستطيع أن انهي هذهالمهمة المريعة ؟"
ثم سمعه الصف كله يشهق مسترداً أنفاسه ، فماذا رأى أمامه ؟ "فريدالصغير" يهرع إلى زياد ويلف ذراعه حول عنقه قائلاً: " أنا متأسف يا زياد لأنياختلست طعامك . لكني كنت جائعاً جداً . سأحبك يا زياد إلى آخر يوم من حياتي لأنكقبلت أن تجلد نيابة عني ! نعم سوف أحبك إلى الأبد ! "
قارئي العزيز ، هل حدث ان احسست ان حالك هو نفس الحال الذي كان فيه فريد؟ تعديت وكسرت الشرائع والقوانين ، وانك تقف مذنباً في نظر الله كخاطئ " لأن الجميعاخطأوا " وتستحق العقاب الأبدي " فالنفس التي تخطئ هي تموت " . لكن يسوع المسيح رضيان يجلد نيابة عنك وهذا ما فعله على الصليب ، وها هو الآن يقدم لك رداء الخلاصليسترك به".
فهل ستقبله كنائب عنك ! معترفاً بخطاياك : " ان اعترفنا بخطايانا فهوامين وعادل ان يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم . " الا تقع عند قدميه وتقول لهانك ستحبه وتتبعه الى الأبد ؟
دمي الثمين قد ــــــ ارقت من أجلك
فدى لكي تنجو ــــــ من صولة المهلك
وأنت ماذا يا ترى ــــ فعلت من أجلي
منقول
قال المعلم : صباح الخير يا أولاد ، لقد أتينا لنباشر الدراسة ! فزعقوابأعلى صوتهم رادين له التحية . " إنني أريد مدرسة جديدة لكن لن اكتم عليكم إنني لااعرف كيف ما لم تساعدوني انتم . اعتقد انه ينبغي أن يكون لنا بعض القوانين . انتماذكروها وأنا أسجلها على اللوح الأسود.
زأر احدهم قائلاً: "السرقة ممنوعة ! " وزعق آخر قائلاً "ينبغي الحضورإلى المدرسة في الوقت المعيَّن دون تأخير" . وهكذا سجلوا عشرة مواد في القانونالجديد للمدرسة. " والآن" قال المعلم ، " لا فائدة من القانون ما لم يرتبط بعقاب للمخالف. ماذا سنفعل بالذي يخالف احد هذه البنود من القانون ؟"
"اجلده عشرة جلدات على ظهره ، على أن يكون بلا معطف".
"هذا العقاب شديد وموجع يا أولاد ، فهل انتم على استعداد لتطبيقه ؟"فزعق الجميع بصوت واحد "موافقين" . فقال المعلم عندها " إذا ، يعتبر هذا النظامساري المفعول من هذه اللحظة في المدرسة".
بعد مضي يوم واحد أو يومين وجد "زياد البدين" أن طعامه قد اختلس ، وبعدالتحقيق الدقيق ظهر السارق ـ انه احد التلاميذ الصغار ، في العاشرة من عمره . فيصباح اليوم التالي أعلن المعلم قائلاً : "لقد وجدنا السارق ، وبموجب القانون الذيوضعتموه ، يجب أن يعاقب بجلده عشرة جدات على ظهره ! تعال إلى هنا يا فريد !"
تقدم الفتى الصغير مرتجفاً وهو يسير ببطء . وكان يلبس معطفاً فضفاضاًومقفل الأزرار حتى الرقبة ، ويتوسل إلى المعلم قائلاً "بامكانك أن تجلدني بأقسىالشدة ، لكن أرجوك ، لا تطلب مني أن اخلع معطفي ! "
" بل يجب أن تخلع معطفك ، لقد كنت أنت احد واضعي هذا القانون ! "
"آه ، يا معلمي أرجوك أن تعفيني من ذلك ! " ولما لم يجد استجابةلتوسلاته ابتدأ يفك أزرار المعطف ، ويا لهول ما رأى المعلم ! لم يكن المسكين يلبسقميصاً تحت المعطف بل كانت هناك سيور حمالة سرواله على جسده النحيل وعظامه بارزةلشدة هزاله.
"كيف يمكن جلد هذا الصبي ؟ " فكر المعلم في نفسه ، " لكن يجب أن اتخذأي أجراء أن كنت أريد الإبقاء على هذه المدرسة " . خيم الصمت والرهيب وبدى الإنذهالعلى الجميع . "كيف حدث انك بدون قميص يا فريد ؟"
"لقد توفى والدي " قال فريد ، و "والدتي فقيرة جداً ، وليس عندي سوىقميص واحد ، وهي تغسله اليوم ، لقد ارتديت معطف أخي الكبير لأستدفئ به".
تلعثم المعلم واحتار في أمره ، بينما كان القضيب ما زال في يده . وعندهاقفز "زياد البدين" وافقاً يقول : " أن كنت لا تمانع ، اجلدني أنا نيابة عن فريد".
"حسن جداً ، هناك قاعدة ثابتة تقول أن بامكان الشخص أن ينوب عن شخص آخر.فهل كلكم موافقون على ذلك ؟"
خلع "زياد البدين" معطفه ، وبعد خمس جلدات على ظهره انكسر القضيب ! عندها وضع المعلم رأسه بين راحتيه ، مفكراً في نفسه . "كيف أستطيع أن انهي هذهالمهمة المريعة ؟"
ثم سمعه الصف كله يشهق مسترداً أنفاسه ، فماذا رأى أمامه ؟ "فريدالصغير" يهرع إلى زياد ويلف ذراعه حول عنقه قائلاً: " أنا متأسف يا زياد لأنياختلست طعامك . لكني كنت جائعاً جداً . سأحبك يا زياد إلى آخر يوم من حياتي لأنكقبلت أن تجلد نيابة عني ! نعم سوف أحبك إلى الأبد ! "
قارئي العزيز ، هل حدث ان احسست ان حالك هو نفس الحال الذي كان فيه فريد؟ تعديت وكسرت الشرائع والقوانين ، وانك تقف مذنباً في نظر الله كخاطئ " لأن الجميعاخطأوا " وتستحق العقاب الأبدي " فالنفس التي تخطئ هي تموت " . لكن يسوع المسيح رضيان يجلد نيابة عنك وهذا ما فعله على الصليب ، وها هو الآن يقدم لك رداء الخلاصليسترك به".
فهل ستقبله كنائب عنك ! معترفاً بخطاياك : " ان اعترفنا بخطايانا فهوامين وعادل ان يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم . " الا تقع عند قدميه وتقول لهانك ستحبه وتتبعه الى الأبد ؟
دمي الثمين قد ــــــ ارقت من أجلك
فدى لكي تنجو ــــــ من صولة المهلك
وأنت ماذا يا ترى ــــ فعلت من أجلي
منقول