وخبرة يسوع في مسيرة الصوم الاربعيني ما هي إلا وضع رئيس هذا العالم. تحت سيطرة يسوع وإسكاتً لصوت الشيطان، وقد علمنا يسوع أن هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بإلا بالصلاة والصوم» (مر 9: 29). وبالتالي من بركات الصوم خروج الشيطان من الجسد
الأعمال هنا كلها التي نعملها في اسم المسيح ولأجل اسمه واقتداءً به، من صوم وسهر وصبر وتحمُّل آلام واضطهاد وخدمة ومحبة باذلة وصليب، هي ترجمة إرادية لشهوة الاقتداء ثم الاتحاد بشخص المسيح: «اتبعني» (مت 9: 9)، وهي تعبير عن شركة بالروح وبالقلب والنية.
ابعاد الصوم :
1- البُعد الفردي : في البعد الفردي والانساني في ذات الوقت يلتزم الفرد فضيلة الاقتداء بالمسيح ويجعل للمسيح مكانةً ومكاناً في حياته الشخصية، ويسعى جاهداً لتجديد معموديته وتوبته بنبذ كل أعمال الشر وتجنب المعاشرات الرديئة، كما أنه يلتزم مساعدة أخيه الانسان ( الاخر) إذا البُعد الفردي هو بُعد ( الأنا – الأخر)
2- البُعد الأُسري : يقع على عاتق الأسرة المسيحية المؤمنة بالمسيح وكلمتة مسؤلية حفظ وديعة الايمان والالتزام بها قولاً وفعلاً ويعملا على القيام بالدور القيادي تجاه تسليم هذه الوديعة إلى أبنائهم بكل صدق وايمان والتزام ومسؤولية ايضاً.
3- البُعد الكنسي : هذا البُعد الكنسي أو بمعنى أخر البعد الجماعي هو كمال البُعدين الأُولين وابرزها لابل أجودها ، فالكنيسة هي الجماعة المصلية العابدة الله بكل خشوع وتسبيح وتمجيد وهي أيضاً الشاهدة على خلاص وفداء الله للبشرية ، ففيها تتألف الجماعة وتصير عضواً واحداً رأسه المسيح ببمارسة الاسرار الكنيسة ولاسيما سري التوبة والتناول أي الغسل من الخطايا والاتحاد بنع النعم والمغفرة والحياة وبهذا تنمو الجماعة نمواً مستمراً يتشارك فيه الاعضاء كافة ويتقاسم الخيرات والهبات السماوية. من يأكل ويشترك في الجماعة المقدسة بغيرةٍ لائقة، أفضل بكثير من الذي لا يأكل ويغيب عن الجماعة.اذا فالكنيسة تعلمنا أن الصوم والصلاة هما الاقتداء بالمسيح مصدر كل قوة وانتصار على ابليس وتجاربه. كما أنها تعلمنا ايضاً بأن الصوم هو بداية كل فضيلة أي :
1- أن يكون للانسان شبع روحي يجعل منه انساناً متواضعاً يحمل كل كيانه أفكاره –مشاعره–عواطفه باتجاه روحي صوب يسوع المسيح نبع كل حياة.
2- أن يتخطي كافة الاحتياجات الجسدية والشهوات الزائلة.
3- أن يكنز له كنزاً في السماء فحيث يكون الكنز هناك يكون القلب
4- أن يتحول من انسان أرضى الى انسان سماوى . يعيش الفرح ، والقوة ينتصر على القلق والاضطرب والخوف.
معاني الصوم في المسيحية
1- الصوم هو نهج روحي يخلق انسجام في حياة المسيحى مع روح الله الذى يقوده فى طاعة وخضوع
2- الصوم ليس مجرد انقطاع عن الأكل .. ولكنه صلب للذة شراهة الأكل .
3-الصوم انطلاقاً للروح للسيرفي المعيشة مع الرب يسوع .
4- الصوم مع الصلاة طريق توصلنى بالإيمان إلى إتمام قصد الله فىَّ .
5- الصوم تحرير النفس من الذات ومن الرباطات المادية + الصوم يعنى صلب الذات .
6- الصوم قوامه التوبة وثمرته القيامة .7-الصوم شركة حب مع آلام ربنا .
8- الصوم طعام يومى للحياة الروحية ..
اخي الحبيب في الرب إليك وصية الرب يسوع المسيح " متى صمت أغسل وجهك وأدهن رأسك كي لا تظهر للناس صائماً فيدعونا أن نصوم ونصلي ونتصدق في الخفية وهو يرانا.وينصحنا فم الذهب بالقول " لا تصوم فمك وحده بل عينيك واذنيك وقدميك ويديك وكل اعضاء جسدك. صوم يديك بالنقاوة من الاغتصاب والطمع والسرقة وقدميك من السعي وراء ملذات العالم وشهواته وعينيك من النظرات التي تجلب لك الخطيئة"
صلاة ختامية :
يا رب يسوع المسيح يا من علمتنا أن نصوم ونصلي في الخفية ها أني آتي اليك اليوم صائماً مصلياً ومصلياً صائماً فأقبل يا رب صومي وصلاتي وصدقتي واعطني دائماً أن أفتح لك قلبي في الخفية، فأريد أن أتحرر من الغرور والكبرياء وحب الظهور واتمتع بالحياة معك محرراً من كل قيد يستعبدني سواء في المأكل أو المشرب أو شهوات هذا العالم. أريد التحرر لأتعبّد لك وحدك وأراك في القريب قريبًا مني وأقضي الوقت في الصلاة كصديق لك، لأنك يا رب غايتي وكفايتي.
صوم مبارك ومقبول
الاب انطونيوس مقار ابراهيم
راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان