" أبانا الذي في السماوات "
بقلمالأب / بولس جرس
راعىكاتدرائية العذراء سيدة مصر – بمدينة نصر
إعداد ناجي كامل
الصلاة عبر التاريخ مع الذبائح و الاصوام ظلت وسائل للتواصل بين البشر والقوى العليا ... لكن ليس بغريب أن نلحظ حاجة الإنسان في كل حضارة و مكان و عبر التاريخ من البداية إلى اليوم إلى التوصل أو التماس مع تلك القوى من خلال عملية الصلاة ... فهي الوسيلة التي بها يتسامى الإنسان فوق حواجز المكان و الزمان و يتجاوز عوائق المادة و معطيات الواقع منطلقا في رحلة سماوية يستمد خلالها قوة و دعما من ربه و خالقة.
بقلمالأب / بولس جرس
راعىكاتدرائية العذراء سيدة مصر – بمدينة نصر
إعداد ناجي كامل
الصلاة عبر التاريخ مع الذبائح و الاصوام ظلت وسائل للتواصل بين البشر والقوى العليا ... لكن ليس بغريب أن نلحظ حاجة الإنسان في كل حضارة و مكان و عبر التاريخ من البداية إلى اليوم إلى التوصل أو التماس مع تلك القوى من خلال عملية الصلاة ... فهي الوسيلة التي بها يتسامى الإنسان فوق حواجز المكان و الزمان و يتجاوز عوائق المادة و معطيات الواقع منطلقا في رحلة سماوية يستمد خلالها قوة و دعما من ربه و خالقة.
حفظت لنا معظمالديانات في مختلف الحضارات الكثير منالصلوات ، لقد اكتشف الآباء قديما فيك. م و الأنبياء و القديسون أهمية هذا العملالخاص بالإنسان وحده فكان تستطيع أن تقولأن الإنسان حيوان ناطق أو عاقل أو اجتماعي , نستطيع بصدق من أن نقول أن الإنسان كائن " مصلى " يبحث عن التواصل مع كائنأعلى يستشعر وجوده و يسعى إلى اللقاء بهو يصيغ عبر كلمات و حركات و أفعال ، ذبائحو قرابين و اصوام و محرقات، صلاته نحوهيتحقق له هذا الكائن الحاضر "غير المرئي " مبتغاه و منية قلبه .
لعلأجمل الصلوات على مر التاريخ تتجسم في سفرالمزامير حيث يقدم داود نماذج متعددة للصلاةفمن مزامير توسل إلى مزامير تسبيح إلى مزاميرتعبر كلها النفس البشرية نحو خالقهافي اصفي وأبهى صور الصلاة ... قد ألهمهاروح الله القدوس إلى قلب وعقل و فم و قلمداود فحفظتها البشرية ترددها و تشدو بهاو تترنم بها عبر القرون بكل اللغات في الصباحو السماء و سبع مرات كل يوم ...
كان المسيح و هو صورة بهاء الأب أروع منقدم الصلاة في أبهى صورها و ابسط معانيها،كان ينفرد الليل كله على الجبل في صلاهتوحده بابيه و تجمعه معه .
كمايعود الإنسان إلى بيته ليلا ليستريح و يجددنشاطه. في مره اصطحب يسوع ثلاث من تلاميذهإلى الجبل ليشاركوه هذا النشاط الفريدو انفرد عنهم و بدا يصلى فيا هول ما حدثلم تكن صلاه شفاه أو عقل أو قلب بل صلاهحياه ,صلاه كيان لذا رأى التلاميذ هذاالكيان، كيان المعلم مدرجا في النور فيبهاء إلهي لا مثيل له و لا يستطيع صانع أنيقلد بهاءه ...لقد دخل المسيح بالصلاة إلىحضرة الأب .
ورأىالتلاميذ في تلك الحضرة ابأئهم موسى وإيليا،أحياء في مجد أبيهم ومتحدون مع المسيحفي صلاته ،يجاورونه فيما هو مزمع أن يصنعليتمم الخلاص وعندما نزل التلاميذ من الجبلشعروا بأنهم بحاجة كبيرة إلى التعلم والدخولفي مدرسة الصلاة التي يرأسها معلمهم العظيمفطلبوا منه "علمنا أن نصلى " فجاءتعليمه فريدا وحيدا جميلا بسيطا رائعايفوق المزامير روعة ويتجاوز في العمق كلصلاة أخرى. فجعل لصلاة التلميذ "المسيحي" بعدا لا يصل إليه اى تلميذ آخر ذلك لان المعلمهو الوحيد الذي في حضن ألآب وهو الذي رأىويخبر وهو الوحيد الذي يعرف الطريق إلىقلب ألآب.
تعالوانتأمل قراءات اليوم ثم نصل إلى صلاة الاباناالتي علمنا إياها يسوع.
+ البولس : من الرسالة إلى رومية 15/ 13-29
يتحدث بولس عن إله جديد لم تعرفه البشريةهو" إله الرجاء " هو يملأ قلوب عبيدهبكل فرح ورجاء ليس بالخوف والرعدة بل بالفرحوالانتظار والتوقع مما يملأ قلوبهم بالسلامفيزدادون في عمل الخير وهو واثقون في رحمتهوحبه وحنان أبيهم الذي لا يعاملهم كالعبيداللذين لا رجاء لهم فلن يصيروا أبدا ورثةإذ ليسوا أبناء، بل يعاملهم كالبنين لذلكيعيش المسيحيون على رجاء الميراث الابدى،الغير مبنى على استبعاد الأب وفناءه بلعلى حضور ألآب و الاتحاد به إلى الأبد وبقوةالروح القدس,
+ الكاثوليكيون من رسالة يوحنا الأولى 1/ 1-5
يتحدثيوحنا كشاهد عيان عن شخص الرب يسوع الذيادخل الجميع إلى شركة الأب ,فقد سمعناه، رأته عيوننا ، لمسه أيدينا... هو من أعطاناالحياة و أظهرها لنا.
و هذه الشهادة يقدمها الرسول المؤمنينالجدد بالمسيح يسوع , حتى يدخلوا معه في " شركة " معه و مع الأب و تلك الشركةهدفها الفرح الكامل اى الدخول إلى النور،نور الله الذي لا يعرف الظلام .
+ الابركسيس من سفر أعمال الرسل : 12/25 إلى 13/5
يقودالروح القدس الكنيسة فيطلب من الرسل أنيفرزوا له" بولس و برنابا" للعملالذي دعاهما الله إليه،ألا وهو حملبشارة الملكوت الجديد إلى الأمم، و تم ذلكبعد الصوم و الصلاة فروح الله كي يكون حاضرايحتاج أن نعد له الطريق و نمهد له دروب أنفسناو تقدس أروحنا كي يدخل و يعمل و بغير .
+ المزمور 142: 8- 10
روحكالقدوس يهديني إلى الاستقامة، اسمع فيالغدوات رحمتك و انى عليك توكلت
كماترى في القراءات و الإنجيل روح الله ,روحالمسيح يقود البشرية إلى السراط المستقيمنسمع في الذهاب و الإياب و الترحال عن رحمةو حب وحنان اله الرجاء فنسلمله قيادةحياتنا و ندعوه" أبا" أيها الأبالذي في السموات .
+ الإنجيل من لوقا / 11:1-13
* يا أبانا الذي : تغيير جذري مطلق و غيرمسبوق ولا ملحوق في رؤية الخلائق لخالقهاليست علاقة مسا واه ولا علاقة عبودية وتبعية غاشمة تستوجب الرهبة و الخضوع و التوسلبل علاقة" أسرية "علاقة أب و بنيين، علاقة أولاد بابيهم، علاقة أبوة و بنوةتجعل الحب أساسا .
* في السموات : و الاحترام قاعدة و الطاعةمنهاجا .علاقة أولاد يعيشون في غربة فهمعلى الأرض بينما أبوهم في السموات لكنهيرعاهم و يرقبهم، يعتني بهم ولا تغفلعيناه عنهم . هم يدعونه وهو يستجيب له.
* ليتقدس أسمك : هدف وجود هؤلاء البنين ورسالتهمعلى لأرض هو تقديس أسم أبيهم و تمجيده بالكلاموالعمل والحياة ..فأول طلب للبنين البررةليس موجها لمصلحتهم بل المجد لله.
* ليأت ملكوتك : ما أجمل هؤلاء البنين فبعدأن أعلنوا عن هدف وجودهم على الأرض ها هميعلنون تجنيدهم في سبيل هذا الهدف المجيدليعرف العالم أبوهم و يمجدوه فيحل ملكوتهملكوت الرجاء و الفرح و السلام في قلوبهم .
* لتكن مشيئتك : ما أروع تلك الصلاة ,فحتىأن كانت رغبات البنيين و صلاتهم موجهه بالكاملإلى الأبد نحو تحقيق ملكوت أبيهم و تقديسأسمه , ألا أنهم لايفرضون رغبتهم المقدسةتلك على أبيهم و بالتالي على الآخرين فأنهميقبلون تلك المشيئة سواء ستحقق ذلك أمالهمأو أجل التحقيق.
وردت كلمة ليكن أربع مرات في الكتاب المقدس :
1- الأولى في سفر التكوين : ليكن نور ...خلقتالعالم قالها الله .
2- الثانية في إنجيل لوقا : ليكنلي كقولك قالتها مريم ,فجسدت المسيحفي العالم
3- الثالث في الإنجيل : لتكن مشيئتك قالها يسوع ,فخلص بها العالم .
4- الرابعة في الأبانا : لتكن مشيئتك، نقولها نحن المسيحيين فهلنحقق ملكوت الله في العالم؟ بالطبعإذا قدسنا اسمه واجتهدنا في تشرملكوته فستتحقق مشيئته لخير البشرية .
* كما في السماء : حيث أن أباهم هو مالكالسموات فهناك يحقق كل مشيئته ولا معارض .
* كذلك على الأرض: لكن على الأرض الأمر مختلف , فالخلائق كلها تتقدم تسبيحا يكفى أن نقرأالمزمور التاسع " السموات تخبر بعملالله و الفلك يخبر بعمل يديه " فالنجومو الكواكب و الحيوان و الطير بل الجبالوالبحار تمجد وتقدم تسبيحا ... أما الإنسانذلك الابن الضال , الذي شاء بإرادته أن يخالفمشيئة أبيه و طلب الميراث ليبدده راحلاإلى كوره بعيدة ,فهو الوحيد القادر بإرادتهأن يخالف مشيئة الله و الغريب أن الله يحترمحريته و يسمح له بذلك، ما أعظمه منآب لكنه ينتظر عودته متلهفا ليأخذه في حضنهو يرده إلى مجده الأول مجد الأبناء خاتمافي أصعبه، حذاء في قدميه، حله الفرحو ذبح العجل المسمن، ها هو الابن يعود إلىنفسه و يقول أقوم وامضي إلى أبى وبذلك تتممشيته الله على الأرض بعودة كل الخطاة.
* خبزنا كفافنا : يتذكر الإنسان في هذه الصلاةالرانعة أن لديه احتياجات أساسيةلكن لا يبالغ في السعي في تأمينمستقبله أن يطلب من أبيه الكفاية و يعرفأنها وافرة، العبيد في بيت أبى" يفضل الخبز عنهم" وان كان الخبزدافعا لذلك الابن الضال كي يعود فان الخبزهنا ليس مطلبا أساسيا فانه متوافر ويفيضفي بيت الأب ، ليس على البنين فقطبل حتى العبيد ، لا تهتموا بما تأكلون وما تشربون فأبوكم السماوي يعلم ماانتم بحاجة إليه دون أن تطلبوه.
- استعجبت من الترجمة القبطية "خبزنا الذيللغد" فهي إهانة للنص ولجوهر تلك الصلاة.
* اغفر لنا: يشعر الابن الضال في طريق العودةإلى حضن الأب وبيت الأب بجسامة ما اقترفوبشاعة ما أقدم على ارتكابه من خطأ في حقأبيه فيقرر " أقول له أخطأت إلى السماءوقدامك ولست بمستحق أن ادعى لك ابنا بلاجعلني كأحد إجرائك" ، بهذا يعرفالإنسان مقدار ضعفه وهشاشته بدون رعايةأبيه فيطلب الصفح والغفران
* كما نغفر: لكنه كابن واع تعلم الدرس ،يعرفانه" بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم" ،و لا يستبعد أن يرتكب خطأ أخيه الأكبرالذي " غضب ورفض أن يدخل " لذا يعترفبخطاياه بكل تواضع ويعرف أن عليه أن يقبلضعفات الآخرين و ذلاتهم وان يغفر لهم كمايطلب وينتظر من أبيه أن يغفر له .
* لا تدخلنا في تجربة : حدد الرب للنجوم والكواكبمسارات لا تحيد عنها ، رسم للحيوانات والطيورغرائز لا تستطيع أن تغير منها ورسم للجبالوالبحار حدودا لا تتجاوزها ... ليست الخلائقمجربه ولا حرية لها، الإنسان وحده هو صاحبالحرية و الإرادة وطالما قادته إرادتهوسوء استخدامه للحرية إلى الضلال والهلاكوالابتعاد عن بيت الأب ، تلك هي تجربتهوذلك هو قدره حيث يتوقف خلاصه على اختياراتحريته وهو هنا يعترف بقصور عقله و إرادتهعن احتواء هذه العطية الفريدة التي بدلامن أن تكون تاجا ونعمة ،صارت تجربة وفخامنصوبا يسقط الإنسان كل يوم ولا نجاة.
النجاة" انى اغرق" فيمد الله يده ويخرجه من التجاربوالغرق ،قائلا يا قليل الإيمان لماذا شككت؟
* نجنا من الشرير : الشرير حاضر منذ البدء،أغوى حواء واخرج ادم من الفردوس ،هو فيحرب مستمرة لا تعرف هوادة ،تشتد كلما ازدادتمسك البنين بابيهم " قصة الأنبا انطونيوس" كل هذه الجيوش من أجلى أنا الضعيف الخاطئ ! وسيظل الشرير يعمل ولن ينجينا من عملهومكره سوى المزيد من التعلق بالأب والتشبثبه والصراخ المستمر في صلاة الأب الذي لايهمل صلاة أولاده .
هكذا صارت صلاة يسوع هي صلاة البشرية ،ولم يعد الإنسان يريد أن يصل إلى الأب سوى سلوك هذا الطريق. بقلم / الاب بولس جرس
لعلأجمل الصلوات على مر التاريخ تتجسم في سفرالمزامير حيث يقدم داود نماذج متعددة للصلاةفمن مزامير توسل إلى مزامير تسبيح إلى مزاميرتعبر كلها النفس البشرية نحو خالقهافي اصفي وأبهى صور الصلاة ... قد ألهمهاروح الله القدوس إلى قلب وعقل و فم و قلمداود فحفظتها البشرية ترددها و تشدو بهاو تترنم بها عبر القرون بكل اللغات في الصباحو السماء و سبع مرات كل يوم ...
كان المسيح و هو صورة بهاء الأب أروع منقدم الصلاة في أبهى صورها و ابسط معانيها،كان ينفرد الليل كله على الجبل في صلاهتوحده بابيه و تجمعه معه .
كمايعود الإنسان إلى بيته ليلا ليستريح و يجددنشاطه. في مره اصطحب يسوع ثلاث من تلاميذهإلى الجبل ليشاركوه هذا النشاط الفريدو انفرد عنهم و بدا يصلى فيا هول ما حدثلم تكن صلاه شفاه أو عقل أو قلب بل صلاهحياه ,صلاه كيان لذا رأى التلاميذ هذاالكيان، كيان المعلم مدرجا في النور فيبهاء إلهي لا مثيل له و لا يستطيع صانع أنيقلد بهاءه ...لقد دخل المسيح بالصلاة إلىحضرة الأب .
ورأىالتلاميذ في تلك الحضرة ابأئهم موسى وإيليا،أحياء في مجد أبيهم ومتحدون مع المسيحفي صلاته ،يجاورونه فيما هو مزمع أن يصنعليتمم الخلاص وعندما نزل التلاميذ من الجبلشعروا بأنهم بحاجة كبيرة إلى التعلم والدخولفي مدرسة الصلاة التي يرأسها معلمهم العظيمفطلبوا منه "علمنا أن نصلى " فجاءتعليمه فريدا وحيدا جميلا بسيطا رائعايفوق المزامير روعة ويتجاوز في العمق كلصلاة أخرى. فجعل لصلاة التلميذ "المسيحي" بعدا لا يصل إليه اى تلميذ آخر ذلك لان المعلمهو الوحيد الذي في حضن ألآب وهو الذي رأىويخبر وهو الوحيد الذي يعرف الطريق إلىقلب ألآب.
تعالوانتأمل قراءات اليوم ثم نصل إلى صلاة الاباناالتي علمنا إياها يسوع.
+ البولس : من الرسالة إلى رومية 15/ 13-29
يتحدث بولس عن إله جديد لم تعرفه البشريةهو" إله الرجاء " هو يملأ قلوب عبيدهبكل فرح ورجاء ليس بالخوف والرعدة بل بالفرحوالانتظار والتوقع مما يملأ قلوبهم بالسلامفيزدادون في عمل الخير وهو واثقون في رحمتهوحبه وحنان أبيهم الذي لا يعاملهم كالعبيداللذين لا رجاء لهم فلن يصيروا أبدا ورثةإذ ليسوا أبناء، بل يعاملهم كالبنين لذلكيعيش المسيحيون على رجاء الميراث الابدى،الغير مبنى على استبعاد الأب وفناءه بلعلى حضور ألآب و الاتحاد به إلى الأبد وبقوةالروح القدس,
+ الكاثوليكيون من رسالة يوحنا الأولى 1/ 1-5
يتحدثيوحنا كشاهد عيان عن شخص الرب يسوع الذيادخل الجميع إلى شركة الأب ,فقد سمعناه، رأته عيوننا ، لمسه أيدينا... هو من أعطاناالحياة و أظهرها لنا.
و هذه الشهادة يقدمها الرسول المؤمنينالجدد بالمسيح يسوع , حتى يدخلوا معه في " شركة " معه و مع الأب و تلك الشركةهدفها الفرح الكامل اى الدخول إلى النور،نور الله الذي لا يعرف الظلام .
+ الابركسيس من سفر أعمال الرسل : 12/25 إلى 13/5
يقودالروح القدس الكنيسة فيطلب من الرسل أنيفرزوا له" بولس و برنابا" للعملالذي دعاهما الله إليه،ألا وهو حملبشارة الملكوت الجديد إلى الأمم، و تم ذلكبعد الصوم و الصلاة فروح الله كي يكون حاضرايحتاج أن نعد له الطريق و نمهد له دروب أنفسناو تقدس أروحنا كي يدخل و يعمل و بغير .
+ المزمور 142: 8- 10
روحكالقدوس يهديني إلى الاستقامة، اسمع فيالغدوات رحمتك و انى عليك توكلت
كماترى في القراءات و الإنجيل روح الله ,روحالمسيح يقود البشرية إلى السراط المستقيمنسمع في الذهاب و الإياب و الترحال عن رحمةو حب وحنان اله الرجاء فنسلمله قيادةحياتنا و ندعوه" أبا" أيها الأبالذي في السموات .
+ الإنجيل من لوقا / 11:1-13
* يا أبانا الذي : تغيير جذري مطلق و غيرمسبوق ولا ملحوق في رؤية الخلائق لخالقهاليست علاقة مسا واه ولا علاقة عبودية وتبعية غاشمة تستوجب الرهبة و الخضوع و التوسلبل علاقة" أسرية "علاقة أب و بنيين، علاقة أولاد بابيهم، علاقة أبوة و بنوةتجعل الحب أساسا .
* في السموات : و الاحترام قاعدة و الطاعةمنهاجا .علاقة أولاد يعيشون في غربة فهمعلى الأرض بينما أبوهم في السموات لكنهيرعاهم و يرقبهم، يعتني بهم ولا تغفلعيناه عنهم . هم يدعونه وهو يستجيب له.
* ليتقدس أسمك : هدف وجود هؤلاء البنين ورسالتهمعلى لأرض هو تقديس أسم أبيهم و تمجيده بالكلاموالعمل والحياة ..فأول طلب للبنين البررةليس موجها لمصلحتهم بل المجد لله.
* ليأت ملكوتك : ما أجمل هؤلاء البنين فبعدأن أعلنوا عن هدف وجودهم على الأرض ها هميعلنون تجنيدهم في سبيل هذا الهدف المجيدليعرف العالم أبوهم و يمجدوه فيحل ملكوتهملكوت الرجاء و الفرح و السلام في قلوبهم .
* لتكن مشيئتك : ما أروع تلك الصلاة ,فحتىأن كانت رغبات البنيين و صلاتهم موجهه بالكاملإلى الأبد نحو تحقيق ملكوت أبيهم و تقديسأسمه , ألا أنهم لايفرضون رغبتهم المقدسةتلك على أبيهم و بالتالي على الآخرين فأنهميقبلون تلك المشيئة سواء ستحقق ذلك أمالهمأو أجل التحقيق.
وردت كلمة ليكن أربع مرات في الكتاب المقدس :
1- الأولى في سفر التكوين : ليكن نور ...خلقتالعالم قالها الله .
2- الثانية في إنجيل لوقا : ليكنلي كقولك قالتها مريم ,فجسدت المسيحفي العالم
3- الثالث في الإنجيل : لتكن مشيئتك قالها يسوع ,فخلص بها العالم .
4- الرابعة في الأبانا : لتكن مشيئتك، نقولها نحن المسيحيين فهلنحقق ملكوت الله في العالم؟ بالطبعإذا قدسنا اسمه واجتهدنا في تشرملكوته فستتحقق مشيئته لخير البشرية .
* كما في السماء : حيث أن أباهم هو مالكالسموات فهناك يحقق كل مشيئته ولا معارض .
* كذلك على الأرض: لكن على الأرض الأمر مختلف , فالخلائق كلها تتقدم تسبيحا يكفى أن نقرأالمزمور التاسع " السموات تخبر بعملالله و الفلك يخبر بعمل يديه " فالنجومو الكواكب و الحيوان و الطير بل الجبالوالبحار تمجد وتقدم تسبيحا ... أما الإنسانذلك الابن الضال , الذي شاء بإرادته أن يخالفمشيئة أبيه و طلب الميراث ليبدده راحلاإلى كوره بعيدة ,فهو الوحيد القادر بإرادتهأن يخالف مشيئة الله و الغريب أن الله يحترمحريته و يسمح له بذلك، ما أعظمه منآب لكنه ينتظر عودته متلهفا ليأخذه في حضنهو يرده إلى مجده الأول مجد الأبناء خاتمافي أصعبه، حذاء في قدميه، حله الفرحو ذبح العجل المسمن، ها هو الابن يعود إلىنفسه و يقول أقوم وامضي إلى أبى وبذلك تتممشيته الله على الأرض بعودة كل الخطاة.
* خبزنا كفافنا : يتذكر الإنسان في هذه الصلاةالرانعة أن لديه احتياجات أساسيةلكن لا يبالغ في السعي في تأمينمستقبله أن يطلب من أبيه الكفاية و يعرفأنها وافرة، العبيد في بيت أبى" يفضل الخبز عنهم" وان كان الخبزدافعا لذلك الابن الضال كي يعود فان الخبزهنا ليس مطلبا أساسيا فانه متوافر ويفيضفي بيت الأب ، ليس على البنين فقطبل حتى العبيد ، لا تهتموا بما تأكلون وما تشربون فأبوكم السماوي يعلم ماانتم بحاجة إليه دون أن تطلبوه.
- استعجبت من الترجمة القبطية "خبزنا الذيللغد" فهي إهانة للنص ولجوهر تلك الصلاة.
* اغفر لنا: يشعر الابن الضال في طريق العودةإلى حضن الأب وبيت الأب بجسامة ما اقترفوبشاعة ما أقدم على ارتكابه من خطأ في حقأبيه فيقرر " أقول له أخطأت إلى السماءوقدامك ولست بمستحق أن ادعى لك ابنا بلاجعلني كأحد إجرائك" ، بهذا يعرفالإنسان مقدار ضعفه وهشاشته بدون رعايةأبيه فيطلب الصفح والغفران
* كما نغفر: لكنه كابن واع تعلم الدرس ،يعرفانه" بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم" ،و لا يستبعد أن يرتكب خطأ أخيه الأكبرالذي " غضب ورفض أن يدخل " لذا يعترفبخطاياه بكل تواضع ويعرف أن عليه أن يقبلضعفات الآخرين و ذلاتهم وان يغفر لهم كمايطلب وينتظر من أبيه أن يغفر له .
* لا تدخلنا في تجربة : حدد الرب للنجوم والكواكبمسارات لا تحيد عنها ، رسم للحيوانات والطيورغرائز لا تستطيع أن تغير منها ورسم للجبالوالبحار حدودا لا تتجاوزها ... ليست الخلائقمجربه ولا حرية لها، الإنسان وحده هو صاحبالحرية و الإرادة وطالما قادته إرادتهوسوء استخدامه للحرية إلى الضلال والهلاكوالابتعاد عن بيت الأب ، تلك هي تجربتهوذلك هو قدره حيث يتوقف خلاصه على اختياراتحريته وهو هنا يعترف بقصور عقله و إرادتهعن احتواء هذه العطية الفريدة التي بدلامن أن تكون تاجا ونعمة ،صارت تجربة وفخامنصوبا يسقط الإنسان كل يوم ولا نجاة.
النجاة" انى اغرق" فيمد الله يده ويخرجه من التجاربوالغرق ،قائلا يا قليل الإيمان لماذا شككت؟
* نجنا من الشرير : الشرير حاضر منذ البدء،أغوى حواء واخرج ادم من الفردوس ،هو فيحرب مستمرة لا تعرف هوادة ،تشتد كلما ازدادتمسك البنين بابيهم " قصة الأنبا انطونيوس" كل هذه الجيوش من أجلى أنا الضعيف الخاطئ ! وسيظل الشرير يعمل ولن ينجينا من عملهومكره سوى المزيد من التعلق بالأب والتشبثبه والصراخ المستمر في صلاة الأب الذي لايهمل صلاة أولاده .
هكذا صارت صلاة يسوع هي صلاة البشرية ،ولم يعد الإنسان يريد أن يصل إلى الأب سوى سلوك هذا الطريق. بقلم / الاب بولس جرس