أولاً أنا مصري مسيحي وكاهن كاثوليكي، أحب وطنى مصر، فمصر هي أمي، ولا أقبل بغيرها أم. وأحترم كل مصري، لأنه أخي، سواء كان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو بلا دين فهو أخي لأنه مصري. ولا أستطيع أن أقول أن أخوتي المسلمين العقلاء والمحترمين وهم الأكثرية بأنهم هم السبب في أ حداث أسكندرية. وهذا لا ينفي أن هناك أيدي بعض المتطرفين من أخوتي المسلمين هم السبب في هذا. ولكن ما أثار حفيظتى هو قراءة هذا الخبر على الشريط الأخباري لقناة الجزيرة، بأن هناك جدال بين الأزهر والفاتيكان حول مناشدة البابا بندكتوس للدولة المصرية بحماية المسيحيين..
فما هو الغريب في هذه المناشدة وما هي الأشياء التي تثير الجدل؟ أليس رجال الأزهر أنفسهم هم الذين قالوا في مؤتمر صحفي بأنه واجب على المسلم حماية المسيحي وحماية كل مكان ينادى فيه بأسم الله. فما هو الغريب في مناشدة البابا الذي ردد ما نطق به رجال الأزهر سواء فضيلة الأمام الأكبر، أو مفتى الجمهورية، أو الدكتور زقزوق وزير الأوقاف. وإذا كان هناك رداً فلابد أن يكون الجدل بين دولة الفاتيكان والدولة المصرية، وليس بين الأزهر الشريف والفاتيكان. فهل تحول الأزهر الشريف إلى دولة داخل الدولة. فحديث الفاتيكان هو حديث دولة ذات سيادة إلى دولة أخرى ذات سيادة. فلادخل للمؤسسات الدينية أن تحشر نفسها في الموضوع. إلاّ إذا وجه إليها الحديث فيصبح من حقها الرد على ما وجه إليها. مناشدة البابا بندكتوس السادس عشر هي مناشدة تشمل جميع أصحاب الضمائر الحية من كل الأديان والطوائف‘ فهي دعوة لنبذ العنف والقتل، وهذه هي أيضاً مناشدة رجال الأزهر الشريف، فالدعوة والمناشدة واحدة، فما هو وجه الغرابة في مناشدة البابا لكل صاحب ضمير صادق؟ أنا أؤمن أن رجال الأزهر هم أول من نددوا وشجبوا كارثة أسكندرية بل هم دائماً يتخذون المبادرة في مثل هذه الظروف وهذا يعبر عن صدق المشاعر والعواطف والضمير الصادق. ومن هنا لا جدال بين الفاتيكان والأزهر ولكن هو أتفاق في الرؤية والنية والقصد والهدف. الله يكون في عون بلدنا مصر ويحفظها من كل الناس الأشرار سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين سواء كانوا من الداخل أو من الخارج. مصر أمي جميلة ورائعة أطلب من الله العلي القدير أن يحفظ لها جمالها الفائق الوصف، ويجعل المحبة في قلوب أبنائها جميعاً. كلمة إلى قداسة البابا شنودة الثالث : تماسك يارجل الله وكن ثابتاً متمسكاً بالفضائل الإلهية الثلاثة المحبة والإيمان والرجاء، نحن نصلي من أجلك كثيراً ليحفظك الرب من كل سؤ ويمنحك حكمة الروح في مثل هذه المواقف