عن موقع أبونا
ترأس البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، قداس عيد الميلاد وذلك في كنيسة العائلة المقدسة للاتين في قطاع غزة، يوم الاربعاء 22-12. ورافق غبطته كل من الأب مارسيلو غالاردو، أمين سر البطريركية اللاتينية، والأب همام خزوز، الوكيل العام، والأب مجدي سرياني، مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية، والأب جبرائيل رومانيللي، والأب ماريو كورنيولي، والأم انييس اليعقوب، الرئيسة العاملة لرهبنة الوردية، وثلاثة صحفيين ايطاليين. وشارك في القداس أيضاً الأب خورخي هيرنانديز، كاهن رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة.
وفيما يلي عظة القداس:
ترأس البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، قداس عيد الميلاد وذلك في كنيسة العائلة المقدسة للاتين في قطاع غزة، يوم الاربعاء 22-12. ورافق غبطته كل من الأب مارسيلو غالاردو، أمين سر البطريركية اللاتينية، والأب همام خزوز، الوكيل العام، والأب مجدي سرياني، مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية، والأب جبرائيل رومانيللي، والأب ماريو كورنيولي، والأم انييس اليعقوب، الرئيسة العاملة لرهبنة الوردية، وثلاثة صحفيين ايطاليين. وشارك في القداس أيضاً الأب خورخي هيرنانديز، كاهن رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة.
وفيما يلي عظة القداس:
ولد لنا ولدٌ، وأُعطي لنا ابنٌ ويُدعى اسمه عجيباً، ومشيراً، ملك السلام"
(أشعيا 9: 5)
أيها الإخوة والأخوات، أُحييكم تحية الميلاد، أحي جميع ممثلي المؤسسات المدنية والدينية في غزة وأشكر حضورهم معنا لمشاركتنا في الاحتفال بمولد أمير السلام. والميلاد عيد لكل سكان هذه الأرض المقدسة - كما هو عيد للعالم أجمع ولكل محبي السلام.
أيها الأخوة، ولما تم ملء الزمان ولد المخلص الموعود في مغارة بيت لحم. بشر به الملائكة الرعاة البسطاء الساهرين على قطيعهم في هذه الديار ولهم أنشدت: "المجد لله في العلى وعلى الارض السلام... ولد لكم مخلص وهو المسيح الرب" (لوقا 2: 10-14).
يعلّمنا طفل بيت لحم التواضع والوداعة، والبساطة والبراءة، في عالم يؤمن بمبدأ القوة والردع "من أراد أن يكون فيكم كبيراً فليكن لكم خادماً" (متى 20: 26) و"من وضع نفسه رُفع ومن رفع نفسه وضع" (متى 23: 12).
يذكّرنا هذا الطفل، الذي ولد في حضن أسرة متحدة، فيها دفء الحب ورقة الحنان، أن الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع كما، أنها المكان الآمن للنمو الجسمي والنفسي والعقلي والروحي. فإذا صَلُحت الأسرة صلُح المجتمع، وإذا فسدت فسُد المجتمع.
تقلقنا الظروف الصعبة التي يعيشها ثمانون بالمائة من أطفال البشرية محرومين من الغذاء والماء النقي والعلاج اللازم والتربية والتعليم. تقلقنا الظروف الصعبة التي يعيشها أطفال مخيمات اللاجئين واليتامى، وأطفال الأسرى، لا يفرحون برؤية والديهم ولا يتمتعون بحنانهم ولا يعرفون طعم العيد.
يُعلمنا طفل بيت لحم أن المحبة هي القيمة الأولى بين القيم الإنسانية، والوصية الأولى بين الوصايا الإلهية. هو القائل: "أحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذاتك، وقريبك حبك لنفسك." لا بل عَلَّمَ الغفران والتسامح إذ قال: "سمعتم انه قيل: أحبب قريبك وأبغض عدوك، أما أنا فأقول لكم: "أحبوا أعداءكم وصلوا من أجل مبغضيكم.... باركوا ولا تلعنوا" (متى 5: 43-44).
يُعلمنا طفل بيت لحم الوحدة وتجنب الانقسامات على مستوى العائلة أو القرية أو الدين أو الوطن. فالوحدة والتعاون هي مشيئة الله فينا وتصب في المصلحة العامة.
باسم جميع أبناء أبرشيتي الموجودين في كل الأرض المقدسة، أتوجّه لجميع المؤمنين في العالم أجمع، وأتوسل إليهم أن يُصلوا من أجل هذه الأرض المقدّسة. فلا زالت هذه الأرضُ في ضيقٍ وعسر. ولا زال قاطنوها إخوةً أعداء، فمتى يعرف الجميع، أن لا قدسية لأرضٍ، ما لم يتقدّس الإنسانُ فيها، ويجد عليها الحرية والعدل والحب والسلام والأمن؟.
كيف تتم فرحتنا ونحن "نعطي المجد لله في الأعالي"، لكننا لا نرى "على الأرض السلام "، ولا المسرة والرضى بين الناس؟.
لنرفع دعاءنا إلى طفل بيت لحم ولنقل له: يا طفل بيت لحم، طال المطال وتعبنا من أنفسنا ومن أوضاعنا لأننا نفتش عن كل شيء إلا عنك، ونهيم بكل شيء إلا بك، ونصغي إلى كل صوت إلا صوتك. فدوختنا الخطابات الرنانة والوعود. واختلط مع صوت المدافع والرشاشات نحيب الأمهات والأطفال، نحن بحاجة إلى هدوء، نحن بحاجة إلى صمت، نحن بحاجة إلى سلام، ونحن بحاجة إلى طفولة، وأنت الوحيد على صغرك وضعفك وفقرك، أنت الوحيد القادر على إعطائنا ما نحن بحاجة إليه. فأهلا بك يا طفل بيت لحم كي يصبح العيد عيداً... أهلاً بك تلقننا درساً بأن المحبة هي استشهاد متواصل، وشهيد المحبة والسلام والعدل، لن يموت أبداً... أهلاً بك تذكرنا بأن الغنى هو في العطاء والتسامح، وأن العظمة تكمن في التواضع والوداعة... أهلاً بك تعلمنا بميلادك وحياتك وموتك, أن المحبة وحدها تبني، وسلاحها هو الأقوى لأنها تصبح غذاءً للجائعين وكساءً للعراة، ويداً تجمع كل البشر، تصلح وتصالح، فهي بغنى عن الانقسامات والحواجز والبغض والكراهية.
إخوتي وأخواتي: أود في هذا القداس أن أتحدث إليكم عن خبرة سينودس أساقفة الشرق الأوسط الذي يُشكّل منعطفاً تاريخياً في وجودنا المسيحي في الشرق الأوسط والذي انعقد في روما في تشرين الأول الماضي وجَمَعَ أساقفة واخصائيين، يمثلون أكثر من 16 دولة شرق أوسطية، معظمهم من الدول العربية، بالإضافة إلى إسرائيل وتركيا وإيران وقبرص، تداولوا في الوجود المسيحي في الشرق، والتحديات الكثيرة التي تعيشها شعوبنا، من عنف سياسي واقتصادي، وانقسامات وخوف من الحاضر والمستقبل وهجرة أبنائنا. واصدر آباء السينودس بهذه المناسبة وثيقة هامة واقتراحات كثيرة نريد أن نطبقها على أرض الواقع بشكل تدريجي.
الطروحات التي سيطرت على مسيرة السينودس، هي المحبة والشراكة والتعاون والحوار والانفتاح والمواطنة الصالحة. الحوار هو اسلوب حياة وقيمة مطلوبة على كل المستويات.
في رسالة السينودس دعوة إلى تكثيف الحوار مع الديانات، فننطلق من قيمنا المشتركة ونعمل معاً في خدمة الوطن والمواطن. فحوار الأديان هو حتمية مصيرية مطلوبة على المستوى العالمي، لأنه الحل لمعظم مشاكلنا الحياتية والاجتماعية. وحوار الأديان هو علاج للتطرف الديني الذي يقلق العالم اليوم، يقتل من جرائه الأبرياء وعبّاد الله.
من هذا المنطلق أدانت رسالة السينودس كل أنواع العنف والتطرف والظلم والتعصب البغيض واضطهاد الاقليات. وركزنا على ضرورة مساهمة المسيحيين في تطوير اوطانهم والنمو بها بامانة عاملين يدا بيد مع سائر المواطنين، متساوين معهم في الواجبات والحقوق.
أمنيتنا في هذا العيد وفي مطلع السنة الجديدة، أن تصبح هذه الأرض المقدّسة، نموذجاً حضارياً لعيش مشترك بين أبناء جميع الديانات على أساس التسامح والاحترام المتبادل والحوار البناء، نموذجا حضاريا نعيشه ونصدره للخارج. أمنية العيد أن ترتسم البسمة على الشفاه، وتدخل البهجة إلى القلوب.
أيها الأخوة، بمناسبة عيد الميلاد وبجاه صاحب العيد، نرفع معاً صوتنا إلى الله طالبين ما نحتاج إليه: نحتاج السلام أولاً وثانياً وأخيراً. نريد سلاماً واستقراراً وأمناً لكل الشرق الأوسط، بحيث يعيش اطفالنا طفولتهم البريئة، وينمون بجو سليم، ويلعبون سوية في ساحات المساجد والكنائس والأديرة. وكل عام وانتم بخير
(أشعيا 9: 5)
أيها الإخوة والأخوات، أُحييكم تحية الميلاد، أحي جميع ممثلي المؤسسات المدنية والدينية في غزة وأشكر حضورهم معنا لمشاركتنا في الاحتفال بمولد أمير السلام. والميلاد عيد لكل سكان هذه الأرض المقدسة - كما هو عيد للعالم أجمع ولكل محبي السلام.
أيها الأخوة، ولما تم ملء الزمان ولد المخلص الموعود في مغارة بيت لحم. بشر به الملائكة الرعاة البسطاء الساهرين على قطيعهم في هذه الديار ولهم أنشدت: "المجد لله في العلى وعلى الارض السلام... ولد لكم مخلص وهو المسيح الرب" (لوقا 2: 10-14).
يعلّمنا طفل بيت لحم التواضع والوداعة، والبساطة والبراءة، في عالم يؤمن بمبدأ القوة والردع "من أراد أن يكون فيكم كبيراً فليكن لكم خادماً" (متى 20: 26) و"من وضع نفسه رُفع ومن رفع نفسه وضع" (متى 23: 12).
يذكّرنا هذا الطفل، الذي ولد في حضن أسرة متحدة، فيها دفء الحب ورقة الحنان، أن الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع كما، أنها المكان الآمن للنمو الجسمي والنفسي والعقلي والروحي. فإذا صَلُحت الأسرة صلُح المجتمع، وإذا فسدت فسُد المجتمع.
تقلقنا الظروف الصعبة التي يعيشها ثمانون بالمائة من أطفال البشرية محرومين من الغذاء والماء النقي والعلاج اللازم والتربية والتعليم. تقلقنا الظروف الصعبة التي يعيشها أطفال مخيمات اللاجئين واليتامى، وأطفال الأسرى، لا يفرحون برؤية والديهم ولا يتمتعون بحنانهم ولا يعرفون طعم العيد.
يُعلمنا طفل بيت لحم أن المحبة هي القيمة الأولى بين القيم الإنسانية، والوصية الأولى بين الوصايا الإلهية. هو القائل: "أحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذاتك، وقريبك حبك لنفسك." لا بل عَلَّمَ الغفران والتسامح إذ قال: "سمعتم انه قيل: أحبب قريبك وأبغض عدوك، أما أنا فأقول لكم: "أحبوا أعداءكم وصلوا من أجل مبغضيكم.... باركوا ولا تلعنوا" (متى 5: 43-44).
يُعلمنا طفل بيت لحم الوحدة وتجنب الانقسامات على مستوى العائلة أو القرية أو الدين أو الوطن. فالوحدة والتعاون هي مشيئة الله فينا وتصب في المصلحة العامة.
باسم جميع أبناء أبرشيتي الموجودين في كل الأرض المقدسة، أتوجّه لجميع المؤمنين في العالم أجمع، وأتوسل إليهم أن يُصلوا من أجل هذه الأرض المقدّسة. فلا زالت هذه الأرضُ في ضيقٍ وعسر. ولا زال قاطنوها إخوةً أعداء، فمتى يعرف الجميع، أن لا قدسية لأرضٍ، ما لم يتقدّس الإنسانُ فيها، ويجد عليها الحرية والعدل والحب والسلام والأمن؟.
كيف تتم فرحتنا ونحن "نعطي المجد لله في الأعالي"، لكننا لا نرى "على الأرض السلام "، ولا المسرة والرضى بين الناس؟.
لنرفع دعاءنا إلى طفل بيت لحم ولنقل له: يا طفل بيت لحم، طال المطال وتعبنا من أنفسنا ومن أوضاعنا لأننا نفتش عن كل شيء إلا عنك، ونهيم بكل شيء إلا بك، ونصغي إلى كل صوت إلا صوتك. فدوختنا الخطابات الرنانة والوعود. واختلط مع صوت المدافع والرشاشات نحيب الأمهات والأطفال، نحن بحاجة إلى هدوء، نحن بحاجة إلى صمت، نحن بحاجة إلى سلام، ونحن بحاجة إلى طفولة، وأنت الوحيد على صغرك وضعفك وفقرك، أنت الوحيد القادر على إعطائنا ما نحن بحاجة إليه. فأهلا بك يا طفل بيت لحم كي يصبح العيد عيداً... أهلاً بك تلقننا درساً بأن المحبة هي استشهاد متواصل، وشهيد المحبة والسلام والعدل، لن يموت أبداً... أهلاً بك تذكرنا بأن الغنى هو في العطاء والتسامح، وأن العظمة تكمن في التواضع والوداعة... أهلاً بك تعلمنا بميلادك وحياتك وموتك, أن المحبة وحدها تبني، وسلاحها هو الأقوى لأنها تصبح غذاءً للجائعين وكساءً للعراة، ويداً تجمع كل البشر، تصلح وتصالح، فهي بغنى عن الانقسامات والحواجز والبغض والكراهية.
إخوتي وأخواتي: أود في هذا القداس أن أتحدث إليكم عن خبرة سينودس أساقفة الشرق الأوسط الذي يُشكّل منعطفاً تاريخياً في وجودنا المسيحي في الشرق الأوسط والذي انعقد في روما في تشرين الأول الماضي وجَمَعَ أساقفة واخصائيين، يمثلون أكثر من 16 دولة شرق أوسطية، معظمهم من الدول العربية، بالإضافة إلى إسرائيل وتركيا وإيران وقبرص، تداولوا في الوجود المسيحي في الشرق، والتحديات الكثيرة التي تعيشها شعوبنا، من عنف سياسي واقتصادي، وانقسامات وخوف من الحاضر والمستقبل وهجرة أبنائنا. واصدر آباء السينودس بهذه المناسبة وثيقة هامة واقتراحات كثيرة نريد أن نطبقها على أرض الواقع بشكل تدريجي.
الطروحات التي سيطرت على مسيرة السينودس، هي المحبة والشراكة والتعاون والحوار والانفتاح والمواطنة الصالحة. الحوار هو اسلوب حياة وقيمة مطلوبة على كل المستويات.
في رسالة السينودس دعوة إلى تكثيف الحوار مع الديانات، فننطلق من قيمنا المشتركة ونعمل معاً في خدمة الوطن والمواطن. فحوار الأديان هو حتمية مصيرية مطلوبة على المستوى العالمي، لأنه الحل لمعظم مشاكلنا الحياتية والاجتماعية. وحوار الأديان هو علاج للتطرف الديني الذي يقلق العالم اليوم، يقتل من جرائه الأبرياء وعبّاد الله.
من هذا المنطلق أدانت رسالة السينودس كل أنواع العنف والتطرف والظلم والتعصب البغيض واضطهاد الاقليات. وركزنا على ضرورة مساهمة المسيحيين في تطوير اوطانهم والنمو بها بامانة عاملين يدا بيد مع سائر المواطنين، متساوين معهم في الواجبات والحقوق.
أمنيتنا في هذا العيد وفي مطلع السنة الجديدة، أن تصبح هذه الأرض المقدّسة، نموذجاً حضارياً لعيش مشترك بين أبناء جميع الديانات على أساس التسامح والاحترام المتبادل والحوار البناء، نموذجا حضاريا نعيشه ونصدره للخارج. أمنية العيد أن ترتسم البسمة على الشفاه، وتدخل البهجة إلى القلوب.
أيها الأخوة، بمناسبة عيد الميلاد وبجاه صاحب العيد، نرفع معاً صوتنا إلى الله طالبين ما نحتاج إليه: نحتاج السلام أولاً وثانياً وأخيراً. نريد سلاماً واستقراراً وأمناً لكل الشرق الأوسط، بحيث يعيش اطفالنا طفولتهم البريئة، وينمون بجو سليم، ويلعبون سوية في ساحات المساجد والكنائس والأديرة. وكل عام وانتم بخير