بيروت/ ام سى ان
كشفت مصادر سياسية عليمة لجريدة (السياسة) اللبنانية أن الوزير السابق ميشال سماحة - الموقوف حالياً - كان يبشر منذ أعوام بالحض على هجرة مسيحيي لبنان, وفي مقدمهم مسيحيو عكار إلى بلدة صيدنايا الواقعة في وادي النصارى في سورية, والنزوح إليها في حال تقسيم سورية, باعتبار أن صيدنايا هي مهد المسيحية في بلاد الشام - وما زال أهلها يتحدثون لغاية اليوم اللغة الآرامية القديمة وهى لغة السيد المسيح - وفيها كهوف قديمة عدة يقال إن تلامذة المسيح التجأوا إليها ، مع الاخذ فى الاعتبار أن سماحة لا ينتمي إلى الطائفية المارونية في لبنان بل إلى طائفة الروم الكاثوليك, التي ينتشر أتباعها بصورة خاصة في لبنان وسورية وبعض دول البلقان.
ولكن لا يبدو أن هذا التبرير الديني – اختلاف الطائفة - يشكل دافعاً لمخطط سماحة ، الذي يقال إنه بات الرجل الثاني في النظام السوري بعد مقتل أربعة من كبار المسؤولين في تفجير دمشق, منتصف الشهر الماضى , حيث تولى رئاسة مكتب الأمن الوطني في سورية.
وتبقى منطقة عكار المحاذية للحدود السورية شمالاً عرضة لخروق يومية عسكرية من الجانب السوري, سواء لجهة القصف المدفعي والقنص المستمر على الأهالي اللبنانيين ومنازلهم, أو لجهة تأجيج نيران أكثر من فتنة مذهبية وطائفية سواء بين المسلمين السنة وهم الأغلبية وبين قلة علوية تسكن في سهل عكار.
وجديد هذه الفتنة اندلاع اشتباكات مفاجئة بين قرى أكروم (السنية) في الجهة الشرقية الشمالية من عكار وبين جيرانهم من عشيرة جعفر (الشيعية) الذين يسكنون جبال الهرمل.
وكشفت المعارك الأخيرة عن وجود قذائف "مورتر" ومدافع "هاون" الثقيلة لدى عشيرة جعفر, ما أثار تساؤلات عن الجهة التي سلحتهم, وهل هي الأجهزة الأمنية السورية أم "حزب الله"?، أما بلدة أكروم نفسها وقراها المجاورة فتشتهر أن أكثرية رجالها وشبابها ينتمون إلى الجيش اللبناني من شتى الرتب العسكرية ولا يقل تعدادهم العام عن ثلاثة آلاف عسكري.
وقد طالب وجهاء أكروم عقب اجتماع لهم اثر الأحداث الأخيرة, الجيش اللبناني بتعزيز تواجده سواء في المنطقة الفاصلة بينهم وبين آل جعفر أو على طول الحدود الشرقية الشمالية مع سورية, وهي كانت هادئة عموماً قبل نشوب المعارك الأخيرة.
جدير بالذكر أن البطريرك المارونى مار بشارة بطرس الراعي يزور الان منطقة عكار في شمال لبنان التي تشهد من حين لآخر أحداثاً أمنية خطيرة, على إيقاع ما يحدث في سورية ولبنان معاً, فى الوقت الذى كشفت فيه الأجهزة الأمنية بلبنان قيام النائب والوزير السابق ميشال سماحة بوضع موكب البطريرك الراعي في عكار على لائحة استهدافاته بتفجيره للتسبب بفتنة مسيحية- إسلامية.
وقد شارك نواب مسلمون ومسيحيون في استقبال الراعي في جميع محطات زيارته, التي بدأت الاثنين الماضي وتستمر حتى غدا الخميس, وسط إجراءات أمنية مشددة.