- وكالة آكي الإيطالية
اعتبر المطران مارون لحام، رئيس أساقفة تونس، الأقليات المسيحية في
دول شمال إفريقيا ليس لديها "تخوفات" من صعود أحزاب وسلطات جديدة إلى سدة الحكم ودعا في المقابل هذه الأحزاب والحكومات إلى "إبراز الوجه الحقيقي للإسلام المعتدل في تعاملها مع أوروبا والغرب عموما".
اعتبر المطران مارون لحام، رئيس أساقفة تونس، الأقليات المسيحية في
دول شمال إفريقيا ليس لديها "تخوفات" من صعود أحزاب وسلطات جديدة إلى سدة الحكم ودعا في المقابل هذه الأحزاب والحكومات إلى "إبراز الوجه الحقيقي للإسلام المعتدل في تعاملها مع أوروبا والغرب عموما".
وأضاف المطران لحام في تصريحات لوكالة آكي الايطالية للإنباء تعليقاً على فوز أحزاب ذات توجهات إسلامية في تونس والمغرب ومصر، انه "من الضروري أن تظهر الحكومات المقبلة قدراً من المرونة والحوار المستند إلى الوسطية والاعتدال التي تميز سكان شمال إفريقيا مقارنة بدول أخرى مثل إيران والمملكة العربية السعودية" ودعا حركة النهضة التونسية التي فازت بأكبر عدد من مقاعد المجلس التأسيسي إلى "الدفاع و التمسك بمبادئ الوسطية والاعتدال للإسلام السني في شمال إفريقيا".
وبخصوص الحوار المسيحي الإسلامي ووضع الكاثوليك في هذه الدول، قال المطران لحام أن أتباع الكنيسة المسيحية تابعوا من جانبهم تطور الأحداث في ثورتي تونس وليبيا التي قال أنها شهدت إراقة الكثير من الدماء، مؤكداً أن أبناء رعيته كانوا "شهوداً لما حدث وابتهجوا بالواقع الجديد للحريات التي خلقها الربيع العربي في هذه الدول ون لم يشاركوا فيه". أما عن الحوار المسيحي الإسلامي فقال المطران لحام أن الحوار متوقف على المستوى الرسمي ولكنه متواصل على مستوى ثان مع باحثين وشخصيات وأطراف مستقلة من المجتمع الأهلي ووسائل الإعلام.
هذا وحيا المطران لحام الواقع الجديد للحريات وللتعبير في دول الربيع العربي في شمال إفريقيا، وقال "نحن مبتهجون بالواقع الجديد للحريات في هذه الدول التي كانت مقموعة من أنظمة استبدادية ونرجو أن تتدعم وتتواصل هذه الحريات".
من جهة أخرى تطرق المطران لحام إلى مسألة الهجرة إلى أوروبا لشبان دول شمال إفريقيا، وقال أن ظاهرة ستتواصل ويجب التعامل مع "الأوضاع الاستثنائية في دول مثل تونس وليبيا التي تشكو ارتفاع معدلات البطالة وتراجع قطاعات إنتاجية مثل السياحة بمواقف استثنائية من قبل الحكومات الغربية"، لأن "إفريقيا الفقيرة ستبقى بحاجة متواصلة إلى أوروبا الغنية مادام الفقر موجوداً والغنى موجود".
وفي موضوع متصل بأوضاع المسيحيين في مصر وسوريا، قال المطران لحام أن مخاوف تدور بخلد أتباع طائفته في هاتين الدولتين مع اختلاف أساسي لأنهم "أبناء البلد وعقله يرفض أن يتوقع حدوث تجاوزات لهم بمجرد تغير النظام السياسي السابق بآخر جديد، ولكن القلب يبقى دائماً متخوفاً من مصير مماثل لما وقع للمسيحيين العراقيين بعد التدخل الغربي هناك والذي كان مستنداً إلى أكذوبة فاضحة هي أكذوبة أسلحة الدمار الشامل".
يذكر أن اجتماعاً سنوياً لمجلس أساقفة شمال أفريقيا عقد بتونس منذ فترة وبحث المشاركون فيه الأوضاع الاجتماعية والسياسية في الشمال الأفريقي وتطورات الأوضاع في بلدان الأساقفة المشاركين ومجتمعاتهم الكنسية. وقد شارك في الاجتماع أساقفة تونس والجزائر والرباط ونواكشوط والقاصدان الرسوليان بطرابلس وبنغازي وأسقف ماتزارا ديل فالو بإقليم صقلية الايطالي.