عن موقع ابونا بقلم/ الأب سيمون زاكاريان السالزياني - حلب
إنه لمن المستحيل أن نلفظ اسم دون بوسكو دون ان نرفقها بكلمة "شبيبة" أو "شباب"، فإنّ هذا القديس يُعدّ سفيراً من قِبَل الله إلى الشبيبة التي هي عماد الكنيسة ومستقبلها المشرق. فالرب أعطاه قلباً كبيراً كالبحر لينبض حبّاً وحناناً نحو شبيبته المهمّشة، فها هو يصرّح لهم عن مدى محبته: "شبابي الأعزاء، إنّي أُحبّكم من الصميم ويكفي أنّكم شبيبة لكي أُحبّكم كثيراً".
إنه لمن المستحيل أن نلفظ اسم دون بوسكو دون ان نرفقها بكلمة "شبيبة" أو "شباب"، فإنّ هذا القديس يُعدّ سفيراً من قِبَل الله إلى الشبيبة التي هي عماد الكنيسة ومستقبلها المشرق. فالرب أعطاه قلباً كبيراً كالبحر لينبض حبّاً وحناناً نحو شبيبته المهمّشة، فها هو يصرّح لهم عن مدى محبته: "شبابي الأعزاء، إنّي أُحبّكم من الصميم ويكفي أنّكم شبيبة لكي أُحبّكم كثيراً".
يقول القديس بولس "إنّ الله يسخّر كل شيء لخير اللذين يحبّون الله"، وهذا ما حصل في حياة قديسنا. فمنذ أن كان صغيراً اختبر الألم والمعاناة، تركه أبوه وانتقل الى الملكوت وهو بعد في الثانية من عمره، في ذلك اليوم اقتربت منه امه وقالت له: "تعال يا يوحنا فأنت الآن بقيت بلا أب"، هذه الكلمات لم تفارق ذاكرته مدى الحياة. تحمّلت امّه أعباء التربية وتدبير امور البيت من مأكل ومشرب، ابتعد عن بيته وعمل خادماً وهو بعد في الثانية عشرة من عمره، كان يدرس في النهار ويعمل في الليل ليستطيع دفع نفقات التعليم، فهو من اسرة فقيرة، كثير من الكهنة أساؤوا فهمه ولم يتوانوا عن محاربته والوقوف بوجه رسالته التربوية، السلطة الكنسية المتمثلة بالاسقف لم تتفهّمه وهذا ما زاد من ألمه لاسيّما أنه يحبّ الكنيسة ويعمل في الكنيسة ومن أجل الكنيسة.
كل هذه الامور عملت معاً لخيره ولخير النفوس، فهو أحبّ الله وأراد أن يتمّم مشيئته رغم كل شيء، فتحوّلت كل الظروف لفرص غنية استغلّها للسير في رسالة لابدّ له من عيشها ونقلها للشبيبة. ففقد انه العطف الوالدي مبكّراً جعله أكثراً حنوّا على أولاده الفقراء فصار مثال الأب الحنون الذي لا يتوانى عن استقبال المشرّدين وتقديم المساعدة لهم. أما بالنسبة للمشقات التي عاناها في مجال الدراسة، أعطته دفعة قوية للعمل على تعليم الشبيبة وعدم تركهم فريسة سهلة في غابة الجهل من جهة والمجتمع الاستغلالي من جهة اخرى.
روحانية رسول الشباب لم تأتي من الفراغ، بل ولدت ونمت في جو اسرته الدافئ، من خلال تربية سليمة وعميقة تلقاها من امّه "ماما مارغريتا". هذه الام المجاهدة والمؤمنة، البسيطة والقويّة، الواقعية والمصلّية، ربّت أطفالها قبل كل شيء على مخافة الرب وذلك عن طريق الصلوات والمشاركة في الذبيحة الالهية وتكريم العذراء مريم والتعليم المسيحي. إنّ مرغريتا امرأة أُمّية ولكن هذا لم يمنعها من نقل الايمان الذي تلقّته من أهلها إلى أطفالها بأمانة وغيرة كبيرة. وها هي بعض الأسئلة التي كانت تطرحها عليهم:
ماذا يجب على المسيحي الصالح أن يعمل لدى نهوضه في الصباح؟
- إشارة الصليب.
فاذا نهض المسيحي الصالح ولبس ثيابه فما الذي يجب عليه أن يعمله؟
- إذا أمكنه جثا أمام أيقونة أو صورة تقوية، وجدّد في قلبه الايمان بوجود الله, وتلا بتقوى الصلاة: اني أسجد لك يا الهي واحبّك بكل قلبي,....
ماذا يجب عليه أن يعمل قبل أن يبدأ عمله؟
- يقدّم عمله إلى الله.
كانت العبارة "الله يراك" من العبارات التي تُكثر من ترديدها ليشعروا بحضور الله في كل لحظة من لحظات حياتهم، كانت تسعى دائما لزرع صورة حقيقية لله في نفوس أطفالها، صورة الأب المحب، العطوف، والذي يعرف كل شيء.
أخذ يوحنا يعتاد أن يرى بجانب أمّه واخوته والجيران، شخصاً آخر، هو الله وهو شخص عظيم لا يُرى، ولكنه حاضر في كل زمان ومكان، في السماء، وفي الحقول، وعلى وجه الفقراء، وفي صوت الضمير الذي يقول: " لقد أحسنت العمل أو أسأت العمل". إنّه شخص تثق به أُمّه ثقة لا حدَّ لها ومن غير جدل. إنّه أب طيّب يرزق خبز كل يوم، ويسمح أحياناً ببعض الأشياء التي يعسر تفهّمها (موت الأب، البَرَد على الكرم الذي تسبّب في إتلاف الموسم) ولكنّه "هو" يعرف سببها وذلك كافٍ.
تعوّد يوحنا الصغير على تلاوة السلام الملائكي ثلاث مرات في اليوم، المسبحة الوردية، عيش الاسرار بشكل جيّد، خاصة سر الافخارستية وسر التوبة (ذكر دون بوسكو اعترافه الأوّل في ذكرياته قائلاً: "والدتي هي التي هيّأتني له، فرافقتني إلى الكنيسة، واعترفت قبلي، وأوصت بي المعرّف، ثم ساعدتني على الشكر لله").
لم تكن مخافة الله لدى مرغريتا خيالية وبعيدة عن الواقع وعن القريب، فها هي تقدّم لأطفالها شهادة حيّة عن كيفية عيش محبة الله من خلال محبة القريب: تأوي الفقير وتقدّم له الحساء الذي بالكاد يكفي لها ولأولادها، تعاتب أولادها لأنّهم نعتوا شخصا بالسارق (حتى ولو كان سارق فعلاً)، فهي تعمل جاهدةً على احترام كل انسان ورؤية المسيح فيه.
إنَّ محبة دون بوسكو الراعوية تظهر جليّاً من خلال روح العائلة الذي زرعه في المصلى وكل البيوت السالزيانية. ولكن من أين استقى هذه الروحانية التي ميّزت فيما بعد رهبانيته، لا بل كل العائلة السالزيانية؟ اذا أردنا الاجابة على هذا السؤال لابدّ لنا من العودة ثانية إلى الجذور، إلى عائلته. دون بوسكو نقل كل ما تعلّمه واختبره في اسرته الى المصلى، وأجمل ما عاش في حداثته كان روح العائلة. تلك العائلة التي كانت تتقاسم كل شيء وتتحمّل معا ًكل شيء، وتجد قوّتها في وحدتها، وتكتشف ضعفها في انقسامها.لم تكن الفردانية والانعزالية من صفات عائلة البيكّي، فهذه اسرة بسيطة تفوح منها رائحة المسيح وروح الله حاضر وعامل فيها، هو يوحّد الكل.
فعندما بدأ مشروع الله الخلاصي يكبر ويتحقق من خلال عمل دون بوسكو، أراد هذا الأخير أن بجلب أُمّه إلى المصلّى لتبثّ معه تلك المبادىء والقيم التي تربّى عليها والتي وسَمَت حياته كلّها من أصغر الامور إلى أكبرها. وفعلاً وافقت الام على طلب ابنها وبدأت باختبار عمل الله باسلوب جديد مع أولاد سيصيرون أولادها الأحبّاء. فبدأت تهتم بهم، تخدمهم، تصبر عليهم، تقدّم لهم ما فقدوه في حياتهم من العطف والحنان، وبهذه الطريقة تحوّل الاوراتوريو إلى بيت عائلي يعيش انجيل المسيح ويسعى للقداسة بفرح كبير.
في بيت دون بوسكو يشعر الأولاد أنّهم في بيتهم، يتصرّفون بعفوية كبيرة، يأكلون، يدرسون، يتعلّمون مهنة ما، يلعبون، يرقصون، يركضون، يصلّون، يخدمون بعضهم بعضاً... وفوق كل شيء يشعرون بأنّه يوجد ثمة أشخاص يحبّونهم ويعملون كل شيء من أجل اسعادهم في هذه الحياة وفي الحياة الابدية.
(قبل عدة أيام أقمنا مهرجاناً كروياً في حلب بمناسبة الاحتفالات بعيد القديس يوحنا بوسكو، واستقبلنا فرقاً رياضية من مدينة القامشلي. بعد طعام الغذاء اقترب إليّ أحد الاداريين من اخوية مار يعقوب وهمس لي قائلاً: عفواً أبونا سيمون، سأسألك سؤالاً، مَن هم هؤلاء الشبيبة عندكم؟ قلت لهم إنّهم أولاد المركز، أولادنا. ولماذا تسأل هذا السؤال؟ قال لي: بالحقيقة أتعجّب من طريقة تصرّفهم هنا، أراهم وكأنّهم في بيتهم، يعملون معاً، يخدمون الطاولة، يرتّبون، يتعاملون مع بعضهم مثل الاخوة ومعكم بدون تكلّف وبعفوية وتلقائية عجيبة...(أوّل مرة بشوف هيك شي بصراحة)، ماذا تفعلون ليصبحوا هكذا...؟.
أجبته بأن هذا هو أساس روحانية مؤسّسنا، الذي ركّز على الروح العائلية وأنّ الشباب يجب ان يشعروا بأن المكان هو بيتهم، فهؤلاء الشبّان ترعرعوا هنا منذ صغرهم فصار البيت بيتهم، والملعب ملعبهم، والكنيسة كنيستهم... فهذا الشعور القوي بالانتماء إلى العائلة يكون نتيجةً طبيعيةً لحياة معاشة بشكل يومي، هكذا تربّينا وكبرنا وهكذا يكبر أولادنا، أولاد السالزيان في كل العالم.
بهذه الروح العائلية نمَت وازدهرت العائلة السالزيانيّة، فأصبحت بيتاً كبيراً ينبض حبّاً للشبيبة، فقط لأنّهم شبيبة...
أيّها الرب الاله، يا مَن أنعشت كنيستك المقدسة باقامة القديس يوحنا بوسكو رسولاً غيوراً في حقلك الواسع، وجدّدتَ شبابها بروح الفرح والعمل. أرسل إلى كرمك كهنة ورهباناً قدّيسين، ليكمِلوا رسالة دون بوسكو بين الشبيبة، فيكونوا علامة حيّةً لحبّك الكبير بين أبناءك الفقراء والمحتاجين، فيكبر الملكوت على الأرض وتفرح السماء بخلاص نفوس كثيرة. بربنا يسوع المسيح ابنك وبشفاعة العذراء مريم ام المعونة. آمين.
كل عام وكل السالزيان بألف خير (الشبيبة، الرهبان، الراهبات، السالزيان المعاونون...).
كل هذه الامور عملت معاً لخيره ولخير النفوس، فهو أحبّ الله وأراد أن يتمّم مشيئته رغم كل شيء، فتحوّلت كل الظروف لفرص غنية استغلّها للسير في رسالة لابدّ له من عيشها ونقلها للشبيبة. ففقد انه العطف الوالدي مبكّراً جعله أكثراً حنوّا على أولاده الفقراء فصار مثال الأب الحنون الذي لا يتوانى عن استقبال المشرّدين وتقديم المساعدة لهم. أما بالنسبة للمشقات التي عاناها في مجال الدراسة، أعطته دفعة قوية للعمل على تعليم الشبيبة وعدم تركهم فريسة سهلة في غابة الجهل من جهة والمجتمع الاستغلالي من جهة اخرى.
روحانية رسول الشباب لم تأتي من الفراغ، بل ولدت ونمت في جو اسرته الدافئ، من خلال تربية سليمة وعميقة تلقاها من امّه "ماما مارغريتا". هذه الام المجاهدة والمؤمنة، البسيطة والقويّة، الواقعية والمصلّية، ربّت أطفالها قبل كل شيء على مخافة الرب وذلك عن طريق الصلوات والمشاركة في الذبيحة الالهية وتكريم العذراء مريم والتعليم المسيحي. إنّ مرغريتا امرأة أُمّية ولكن هذا لم يمنعها من نقل الايمان الذي تلقّته من أهلها إلى أطفالها بأمانة وغيرة كبيرة. وها هي بعض الأسئلة التي كانت تطرحها عليهم:
ماذا يجب على المسيحي الصالح أن يعمل لدى نهوضه في الصباح؟
- إشارة الصليب.
فاذا نهض المسيحي الصالح ولبس ثيابه فما الذي يجب عليه أن يعمله؟
- إذا أمكنه جثا أمام أيقونة أو صورة تقوية، وجدّد في قلبه الايمان بوجود الله, وتلا بتقوى الصلاة: اني أسجد لك يا الهي واحبّك بكل قلبي,....
ماذا يجب عليه أن يعمل قبل أن يبدأ عمله؟
- يقدّم عمله إلى الله.
كانت العبارة "الله يراك" من العبارات التي تُكثر من ترديدها ليشعروا بحضور الله في كل لحظة من لحظات حياتهم، كانت تسعى دائما لزرع صورة حقيقية لله في نفوس أطفالها، صورة الأب المحب، العطوف، والذي يعرف كل شيء.
أخذ يوحنا يعتاد أن يرى بجانب أمّه واخوته والجيران، شخصاً آخر، هو الله وهو شخص عظيم لا يُرى، ولكنه حاضر في كل زمان ومكان، في السماء، وفي الحقول، وعلى وجه الفقراء، وفي صوت الضمير الذي يقول: " لقد أحسنت العمل أو أسأت العمل". إنّه شخص تثق به أُمّه ثقة لا حدَّ لها ومن غير جدل. إنّه أب طيّب يرزق خبز كل يوم، ويسمح أحياناً ببعض الأشياء التي يعسر تفهّمها (موت الأب، البَرَد على الكرم الذي تسبّب في إتلاف الموسم) ولكنّه "هو" يعرف سببها وذلك كافٍ.
تعوّد يوحنا الصغير على تلاوة السلام الملائكي ثلاث مرات في اليوم، المسبحة الوردية، عيش الاسرار بشكل جيّد، خاصة سر الافخارستية وسر التوبة (ذكر دون بوسكو اعترافه الأوّل في ذكرياته قائلاً: "والدتي هي التي هيّأتني له، فرافقتني إلى الكنيسة، واعترفت قبلي، وأوصت بي المعرّف، ثم ساعدتني على الشكر لله").
لم تكن مخافة الله لدى مرغريتا خيالية وبعيدة عن الواقع وعن القريب، فها هي تقدّم لأطفالها شهادة حيّة عن كيفية عيش محبة الله من خلال محبة القريب: تأوي الفقير وتقدّم له الحساء الذي بالكاد يكفي لها ولأولادها، تعاتب أولادها لأنّهم نعتوا شخصا بالسارق (حتى ولو كان سارق فعلاً)، فهي تعمل جاهدةً على احترام كل انسان ورؤية المسيح فيه.
إنَّ محبة دون بوسكو الراعوية تظهر جليّاً من خلال روح العائلة الذي زرعه في المصلى وكل البيوت السالزيانية. ولكن من أين استقى هذه الروحانية التي ميّزت فيما بعد رهبانيته، لا بل كل العائلة السالزيانية؟ اذا أردنا الاجابة على هذا السؤال لابدّ لنا من العودة ثانية إلى الجذور، إلى عائلته. دون بوسكو نقل كل ما تعلّمه واختبره في اسرته الى المصلى، وأجمل ما عاش في حداثته كان روح العائلة. تلك العائلة التي كانت تتقاسم كل شيء وتتحمّل معا ًكل شيء، وتجد قوّتها في وحدتها، وتكتشف ضعفها في انقسامها.لم تكن الفردانية والانعزالية من صفات عائلة البيكّي، فهذه اسرة بسيطة تفوح منها رائحة المسيح وروح الله حاضر وعامل فيها، هو يوحّد الكل.
فعندما بدأ مشروع الله الخلاصي يكبر ويتحقق من خلال عمل دون بوسكو، أراد هذا الأخير أن بجلب أُمّه إلى المصلّى لتبثّ معه تلك المبادىء والقيم التي تربّى عليها والتي وسَمَت حياته كلّها من أصغر الامور إلى أكبرها. وفعلاً وافقت الام على طلب ابنها وبدأت باختبار عمل الله باسلوب جديد مع أولاد سيصيرون أولادها الأحبّاء. فبدأت تهتم بهم، تخدمهم، تصبر عليهم، تقدّم لهم ما فقدوه في حياتهم من العطف والحنان، وبهذه الطريقة تحوّل الاوراتوريو إلى بيت عائلي يعيش انجيل المسيح ويسعى للقداسة بفرح كبير.
في بيت دون بوسكو يشعر الأولاد أنّهم في بيتهم، يتصرّفون بعفوية كبيرة، يأكلون، يدرسون، يتعلّمون مهنة ما، يلعبون، يرقصون، يركضون، يصلّون، يخدمون بعضهم بعضاً... وفوق كل شيء يشعرون بأنّه يوجد ثمة أشخاص يحبّونهم ويعملون كل شيء من أجل اسعادهم في هذه الحياة وفي الحياة الابدية.
(قبل عدة أيام أقمنا مهرجاناً كروياً في حلب بمناسبة الاحتفالات بعيد القديس يوحنا بوسكو، واستقبلنا فرقاً رياضية من مدينة القامشلي. بعد طعام الغذاء اقترب إليّ أحد الاداريين من اخوية مار يعقوب وهمس لي قائلاً: عفواً أبونا سيمون، سأسألك سؤالاً، مَن هم هؤلاء الشبيبة عندكم؟ قلت لهم إنّهم أولاد المركز، أولادنا. ولماذا تسأل هذا السؤال؟ قال لي: بالحقيقة أتعجّب من طريقة تصرّفهم هنا، أراهم وكأنّهم في بيتهم، يعملون معاً، يخدمون الطاولة، يرتّبون، يتعاملون مع بعضهم مثل الاخوة ومعكم بدون تكلّف وبعفوية وتلقائية عجيبة...(أوّل مرة بشوف هيك شي بصراحة)، ماذا تفعلون ليصبحوا هكذا...؟.
أجبته بأن هذا هو أساس روحانية مؤسّسنا، الذي ركّز على الروح العائلية وأنّ الشباب يجب ان يشعروا بأن المكان هو بيتهم، فهؤلاء الشبّان ترعرعوا هنا منذ صغرهم فصار البيت بيتهم، والملعب ملعبهم، والكنيسة كنيستهم... فهذا الشعور القوي بالانتماء إلى العائلة يكون نتيجةً طبيعيةً لحياة معاشة بشكل يومي، هكذا تربّينا وكبرنا وهكذا يكبر أولادنا، أولاد السالزيان في كل العالم.
بهذه الروح العائلية نمَت وازدهرت العائلة السالزيانيّة، فأصبحت بيتاً كبيراً ينبض حبّاً للشبيبة، فقط لأنّهم شبيبة...
أيّها الرب الاله، يا مَن أنعشت كنيستك المقدسة باقامة القديس يوحنا بوسكو رسولاً غيوراً في حقلك الواسع، وجدّدتَ شبابها بروح الفرح والعمل. أرسل إلى كرمك كهنة ورهباناً قدّيسين، ليكمِلوا رسالة دون بوسكو بين الشبيبة، فيكونوا علامة حيّةً لحبّك الكبير بين أبناءك الفقراء والمحتاجين، فيكبر الملكوت على الأرض وتفرح السماء بخلاص نفوس كثيرة. بربنا يسوع المسيح ابنك وبشفاعة العذراء مريم ام المعونة. آمين.
كل عام وكل السالزيان بألف خير (الشبيبة، الرهبان، الراهبات، السالزيان المعاونون...).