نورسات
رأس البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، يحوطه الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، عرسا جماعيا ل 24 عروسا وعريسا من مختلف المناطق اللبنانية وأبرشياتها، في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان بولس الصياح ومنير خير الله، ولفيف من كهنة الرعايا التي ينتمي إليها العرسان، وخدمت القداس جوقة أرزة لبنان بقيادة الأب المرسل اللبناني مارون حرب، في حضور رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، وأعضاء اللجنة التنفيذية في الرابطة، ولجنة الشؤون الإجتماعية والأنشطة الداخلية في الرابطة، وأهالي العرسان البالغ عددهم نحو 3000 مدعو.
وبعد الإنجيل المقدس تحدث الراعي عن عرس قانا الجليل، ورموز ما حدث فيه،لافتا الى أنه" في عرس قانا الجليل كان يسوع ومريم والكنيسة الناشئة حاضرينهناك، واليوم في عرس بكركي هنا، والكنيسة المصلية هنا، وما جرى في عرسقانا الجليل يجري هنا بكل معانية ورموزه، يسوع الكاهن الأزلي هو من خلال خدمتناالكهنوتية يبارك إكليلكم أيها العرسان الأعزاء، فتعالوا نستحضر الرب يسوع بيتنا،ومريم العين الساهرة في عرس قانا هي هنا، تسهر على حياتكم وعلى عائلاتكمالناشئة".
أضاف: "نحن نصلي لكي ينال العرسان نعمة كل هذه المعاني التي أشار إليها الربفي آية تحويل الماء الى خمر في عرس قانا الجليل".
ونوه الراعي بهذه المبادرة الجميلة التي قامت بها الرابطة المارونية بتنظيم هذاالعرس "أن نحتفل جماعيا في عرس جماعي، الذي يحمل مدلولاته الكبيرة، ومنهاأن الذين يعقدون زواجهم، إنما يدخلون في عهد مثلث، عهد بين العروسين، أنيسعد الواحد الآخر، ويكمله، وعهده مع الله الذي يجمع العروسين، إنهما يعيشانفي صورة الله الواحد والثالوث، فيما يؤلفان شخصيا ومع العائلة الناشئة خمرة الله،فيكون في البيت جماعة حب، وحياة تعكس وجه الله الكبير، والعهد الثالث هو معالمجتمع، حيث تبدأ اليوم مع كل عروسين خلية جديدة للمجتمع، للكنيسة،وللوطن".
وتابع يقول: "هذا الإكليل الجماعي يدل أن الرب يطلق كل عروسين وكل عائلةناشئة، من أجل بناء مجتمع جديد، فالعائلة خلية المجتمع الأساسية، ويطلقالأعراس المسيحية كنائس بيتية، يعاش فيها الإيمان والصلاة، وينقل من جيل الىجيل، ويرسل مدرسة طبيعية، ففي البيت يتعلم الإنسان كل القيم الروحيةوالإنسانية والإجتماعية والوطنية، فشكرا للرابطة المارونية رئيسا وأعضاء على هذهالمبادرة التي تحمل المعاني الكبيرة، ولأننا عندما نشهد عرسا جماعيا مثل هذا،نقول: "لبنان بألف خير، لأن الرب يضخ مجتمعات صغيرة جديدة مبنية على الحبوالعطاء والتضحية".
وأكمل الراعي كلامه شارحا معاني عرس قانا الجليل بالقول: "حول الماء الى خمر،وهو يحولكم اليوم، يجعلكما كل إثنين واحدا، طبعا لا يذوب الواحد في الآخر، لكن هذا أنا وأنت وأنا وأنت أصبح اليوم "نحن" على صورة الله الثالوث، إسمكم اليوم يبدأويصبح "نحن جماعة حب وحياة" تعكس سر الله، الواحد والثالوث، وبولس الرسولفي رسالته الى أهل أفسس يشبه العريس بالمسيح، والعروس بالكنيسة النقيةالبهية، فيجعلكما صورة إتحاد مع الكنيسة".
وأشار الى أن "ما يجري اليوم هو في عرس قانا تحول الماء ال خمر فائقة الجودة،الخمرة هي عطية الروح القدس، والخمرة الجيدة هي الحب الإلهي الذي بهذهالرتبة المقدسة، والزواج سر مقدس حاضر فيه الله بنعمته، إن الروح القدس الحبالإلهي الذي يسكب في قلب العروسين هو الخمرة الجيدة، التي نحن مدعوون لأننعيشها، خمرة حب زوجي نقي، والخمرة الجدية أي الروح القدس الثابت في قلبكل عروس وعريس، هو حب إلهي يقدس حب الزوجين البشري، فيصبح كل واحدمنكم خمرة هو لشريك حياته".
وخاطب الراعي العرسان قائلا: "أنت وأنت هي الخمرة الجدية، خمرة الحب الجديد،خمرة العطاء والتفاني، ففي هذا اليوم كل شيء جديد في حياتكما، وهذا الجديدينبغي أن يستمر، عطية الروح القدس خمرة الحب الإلهي. هي التي تجدد الحبفي قلب كل واحد منكم. عودوا بأستمرار الى سر لقاء الرب في الليتورجية،تحتفلون بعيد زواجكما في يوم الاحد وهو يوم الرب، تذكروا انه يومكم ايضا، تعالوا كليوم احد، والتقوا الرب في ذبيحة القداس، وتقبلوا الروح القدس وتناولوا من جديدالحب الالهي مع الخبز والخمر المحولين في جسد الرب ودمه في كل اسبوعليتجدد هذا الحب الخمرة الجديدة في حياتكما".
ولفت الى انه "لا يمكن لزوجين ان يعيشا جمال الخمرة الجديدة من دون المسيحوالروح القدس، انه حب يتجدد كل يوم جديد بمبادرات حياته، تجعل الزوجين فيسعادة دائمة، مركزا غبطته على ان الخمرة الجديدة هي هذه العائلة الصغيرة التيتبدأ في المجتمع، مشيرا الى انه من عظم وعظائم عمل الله، ومن اجل تجديدالمجتمعات البشرية اسس الزواج والعائلة من حبه الاعظم، في بداية خلق الكونبكل عريس وعروس يعيشان حقا كنيسة بيتية تصلي وتؤمن على الارض، ومنعظائم الله ايضا انه يجدد المجتمع عندما يعتق عندما يسقط في الرتابة يجدد فيعطائة كل عريس وعروس لكي يضخ حبا جديدا في المجتمع دما جديدا مجتمعاصغيرا جديدا يشهد ان المجتمع البشري هو مجتمع اخاء ومجتمع سلام وعطاءوتفان، من عظائم حب الله للاوطان انها تتجدد بكل اسرة جديدة تنطلق وينطلقمعها حب للوطن الذي يجمعهم على ارضه، هذا هو السر العظيم الذي جرى فيآية عرس قانا الجليل".
وختم كلمته بالقول: "انطلقوا واحفظوا كلمة واحدة انكم، كل واحد منكم، والاثنانمعا، وال24 عريس وعروس انتم الخمرة الجديدة التي يعطيها المسيح للكنيسةوالعائلة والمجتمع والوطن. بروحك القدوس غير المنظور، والمكشوف عنه بأنه تحويلالماء الى خمرة فائقة الجودة، انت اردت في حياة الزوجية ان يستمر حضور الله،وبشفاعة امك وامنا مريم نسألك ان تسكن في قلب كل عريس وعروس، فأعطهمافي هذه الرتبة المقدسة روحك القدوس، واسكب في قلوبهم الحب الالهي،نسألك ذلك بشفاعة كل الازواج القديسين والطوباويين في السماء، التي رفعتهمالكنيسة وتقدسوا بالحب الزوجي وبالايمان والتربية، وبالالم والهموم العائلية، هؤلاءالذين رفعوا على مذابح الكنيسة قديسين طوباويين، قدس هؤلاء ال 24 الذينتجمعهم اليوم بنعمك، وليبارككما الله ودامت الافراح في دياركم، فأذهبوا خمرةجديدة في مجتمعنا اللبناني".
وبعد الانتهاء من مراسم الزواج ومباركة الراعي وصفير للأزواج الجدد، علق رئيسالرابطة المارونية على هذا الحدث بالقول: "انها المرة الثالثة على التوالي التيترعى فيها الرابطة هذا الزواج، والمرة الثانية التي يبارك غبطة ابينا البطريرك ماربشارة بطرس الراعي الازواج المتقدمين الى مذبح الرب في بكركي لتقبل هذا السرالمقدس. وعلى امل ان تصبح هذه المبادرة تقليدا سنويا تحييه الكنيسة المارونيةوالرابطة عاما بعد عام، نتمنى للمشاركين في هذا العرس الجماعي السعادةالدائمة، والنجاح في ولوج مرحلة جديدة من حياتهم على قاعدة: "الشركةوالمحبة".
وقال: "ان للزواج في عصرنا الحاضر المثقل بالمصاعب المادية واعباء الحياة، تبعاتلم يعد شبابنا قادرا على الايفاء بها. ولان هذه التبعات هي من الاسباب المباشرةلعزوف الكثرين عن هذا الاستحقاق الرئيسي الذي يشكل منعطفا مصيريا في حياةالانسان (اي انسان) ولان ارتفاع نسبة العازبين بلغت حدا مقلقا، رأت الرابطةالمارونية، ان تقدم اسهاما على قدر ما تسمح به امكاناتها بالتعاون مع الابرشياتفي لبنان، فترعى زواجا جماعيا في بكركي يوفر للمتقدمين اليه بعض الحوافز،وتنوب عنهم في سداد الكثير من النفقات، وذلك رمزية نرجو ان تتكامل مستقبلا معحوافز اخرى اساسية تتصل بملفي السكن والتعليم بالتنسيق مع الكنيسةوالاجهزة المنبثقة منها".
يشار إلى أن هذا العرس الجماعي هو الثالث، الذي تنظمه الرابطة المارونية التيقدمت للأزواج العديد من المساعدات منها: ثياب العرس، سيارات ليموزين معالزينة، زينة الكنيسة، بطاقات الدعوة، معاملات الزواج، بوليصة تأمين لمدة سنة فيصندوق التعاضد الماروني، تصوير فيديو وفوتوغرافي، مبلغ 2000 دولار اميركي لكلعروسين، بركة رسولية من السفارة البابوية. وتولت لجنة الشؤون الاجتماعيةوالانشطة الداخلية في الرابطة المارونية تنظيم هذا الحدث، فيما تولى الكشافالماروني شؤون التنظيم في موقع الاحتفال.